تسعى تونس إلى تطهير مرتفعاتها الغربية من فلول الإرهاب من خلال خطة أمنية تشترك فيها قوات وزارتي الدفاع والداخلية، وذلك لطي صفحة عشر سنوات من سيطرة مسلحين متشددين على عدد من المناطق الجبلية المتاخمة للحدود المشتركة مع الجزائر.
ويرى المحلل السياسي نورالدين المباركي أن كافة المؤشرات تقول إن المجموعات المسلحة التي تنشط من جبال جندوبة (شمال غرب) إلى جيل مغيلة مرورا بالشعانبي والسلوم (وسط غرب)، تعيش حالة من التفكك والعزلة.
ويضيف: «ليست أول مرة يتم الحديث عن تفكك هذه المجموعات المسلحة، لكن من الواضح أنها تتقدم في اتجاه مزيد التفكك ولم تستطع إعادة ترتيب بيتها الداخلي والسبب الأول أن تنظيم داعش في ليبيا مني بخسائر فادحة وضعفت إمكانياته إلى جانب أنه انسحب إلى الجنوب الليبي وهو الذي كان يمثل الداعم اللوجستي للمجموعة الأنشطة في تونس».
والسبب الثاني يردف المباركي أن «تنظيم داعش عموماً، فقد الكثير من بريقه وإمكانياته المادية والتنظيمية بعد الخسائر والهزائم في العراق وسوريا، مما دفعه إلى التوجه إلى غرب إفريقيا».
ويرجح المباركي أن تكون الفرصة سانحة حالياً، أكثر من أي وقت مضى لتطهير سلسلة الجبال الغربية نهائيا من هذه المجموعات.
ويشير محللون تونسيون إلى أن الرئيس التونسي قيس سعيّد يسعى إلى حسم ملف الخلايا الإرهابية في بلاده بشكل نهائي وذلك بهدف التحرك نحو الملفات الأخرى دون أية مفاجئات أمنية قد تعيد خلط الأوراق في البلاد التي يبدو أنها في طريقها إلى التخلص نهائيا من ظاهرة الإسلام السياسي بكل مسمياتها.