تدخل أزمة الوقود في تونس منعطفًا جديدًا، مع تراجع المعروض في المحطات وتزايد الطلب، بالتزامن مع ارتفاع الأسعار لعدّة أشهر متتالية، بشكل أثار المخاوف بشأن إقبال البلاد على مشكلة حادّة.
وقال الكاتب العام للجامعة العامة للنفط التابعة لنقابة الشغل “العمال” التونسية سلوان سميري، اليوم الإثنين 10 أكتوبر/تشرين الأول (2022)، إن البلاد لا تملك مخزونًا من البنزين سوى لأسبوع واحد فقط، وفق ما نقلت عنه وكالة رويترز.
وتجلّت أزمة الوقود في تونس مع تزايد الطوابير أمام المحطات وعلى الطرق التي تراصّت عليها السيارات في انتظار ملء خزّاناتها، حول العاصمة وبعض المدن المجاورة خلال الأيام الأخيرة، وهو ما عدّه بعضهم علامة على أزمة مالية حادة ستكشف عن نفسها قريبًا، وفق معلومات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وقال المسؤول في نقابة الشغل التونسية سلوان سميري، إن بلاده تواجه نقصًا كبيرًا في بعض السلع المدعومة، إذ تسببت أرفف المحالّ الفارغة في احتجاجات خلال شهر سبتمبر/أيلول 2022 الماضي.
وأشار إلى سعي تونس في الحصول على حزمة تمويل لسداد الديون والإنفاق الحكومة، من خلال خطة إنقاذ دولية، إذ إن نقص إمدادات الوقود في تونس قد يستمر إذا لم تجد الحكومة السيولة الكافية لدفع أثمان الشحنات القادمة من الخارج.
يُشار إلى أن وزيرة الطاقة التونسية نائلة نويرة القنجي كانت قد أعلنت أن ناقلة جديدة كانت تفرغ حمولتها، ما أدى إلى زيادة حجم الطوابير الكبيرة في محطات الوقود، وذلك بسبب اندفاع المستهلكين الذين يخزّنون الإمدادات، ملقيةً اللوم على سلوك المستهلكين في الأزمة.
أزمة وقود أم سلوك مستهلك؟
نفت الحكومة مرارًا وتكرارًا وجود أزمة فيما يتعلق بالدفع للمستوردين مقابل السلع التي تحصل عليها الدولة من الخارج مثل البنزين والدقيق والسكر، التي تباع بسعر مدعوم، إذ ألقت اللوم في النقص على المضاربين الداخليين.
وقالت وزيرة الطاقة نايلة نويرة، إن الأزمة تكمن في سلوك المستهلك ومشكلات التوزيع العالمية، مضيفةً أن “سبب ندرة الوقود في تونس هو اندفاع الناس.. فالكثير من التونسيين يأخذون أكثر مما يحتاجون إليه، وهناك ضغوط مالية بسبب الوتيرة الفورية للدفع التي يطلبها البائعون”.
يشار إلى أن وكالة التصنيف موديز كانت قد أعلنت خلال الأسبوع الماضي أن تونس تواجه اختلالات مالية داخلية وخارجية، إذ رفعت مخاطر التمويل، ما يمثّل ضعفًا ائتمانيًا كبيرًا، وذلك في توقيت تأمل فيه الحكومة التونسية أن تنهي اتفاقية مع صندوق النقد الدولي لبرنامج إنقاذ يتضمن إصلاحات قد لا تحظى بشعبية.
أسعار الوقود في تونس
خلال شهر سبتمبر/أيلول الماضي 2022، رفعت تونس أسعار الوقود للمرة الرابعة خلال العام الجاري بنسبة 3%، إذ ارتفع سعر لتر البنزين من 2.330 دينارًا إلى 2.400 دينار.
وتشير بيانات أعلنها البنك المركزي في تونس إلى أن احتياطي النقد الأجنبي تراجع لِما يعادل 106 أيام من الواردات، وهو أدنى مستوى منذ ثلاث سنوات، ما يهدد بانخفاض جديد في قيمة العملة، لا سيما مع بلوغ ميزان العجز التجاري نحو 3.6 مليار دولار، مع تراجع بنسبة 56%.
الطاقة