موقع المغرب العربي الإخباري :
بعد ساعات من إعلان الجامعة العربية تسوية الخلاف بين تونس والمغرب، خرج وزير خارجية الرباط بتصريح انقلب فيه على الوساطة، قائلا أن موقف بلاده من استقبال الرئيس التونسي، قيس سعيّد، للرئيس الصحراوي إبراهيم غالي لم يتغير.
ووصف ناصر بوريطة في تصريحات للصحفيين في القاهرة على هامش مشاركته في اجتماع جامعة الدول العربية ما فعله سعيّد بـ”الجسيم وغير المقبول”، مشيرا إلى أن موقف الرباط لم يتغير.
وأوضح بوريطة أن إشارة الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، في لقاء صحفي عقب اختتام أشغال الدورة الـ158 لمجلس الجامعة، إلى تسوية الخلاف بين المغرب وتونس، “تهم حصرا فقرة اقترح الوفد التونسي إدراجها بشأن قمة تيكاد، والتي رفضها المغرب رفضا قاطعا”.
وأثارت تصريحات بوريطة تساؤلات حول انقلابه السريع على تفاهمات مع وقعت على هامش الاجتماع بوساطة الجامعة العربية، فهل تلقى فيتو حولها من القصر المخزني؟
وتجدر الإشارة إلى أن الرئيس الصحراوي إبراهيم غالي شارك في قمة تيكاد بتونس بدعوة من الاتحاد الإفريقي على اعتبار أن بلاده عضو مؤسس للمنظمة.
أبو الغيط يعلن تسوية الخلاف بين تونس والمغرب
ويوم 6 سبتمبر 2022، أعلن الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، عن تسوية الخلاف بين تونس والمغرب، على خلفية استقبال الرئيس سعيّد للرئيس الصحراوي في قمة “تيكاد”.
وأكد الأمين العام في مؤتمر صحفي عقب اجتماع وزراء الخارجية العرب بالقاهرة، أن لقاء تشاوريا استمر أكثر من ساعة بين وزيري خارجية البلدين، قبل تسوية الخلاف.
ولم تصدر عن الرباط أو تونس، أي بيان رسمي بخصوص تصريحات أبو الغيط. في حين تسبّبت أزمة “تيكاد” في استدعاء فوري متبادل لسفيري البلدين من أجل التشاور.
1 سبتمبر 2022: تلقى الرئيس الصحراوي إبراهيم غالي دعوته لحضور قمة طوكيو للتنمية في إفريقيا بتونس (تيكاد)، من طرف موسى فقي محمد رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي، باعتباره رئيسا للجمهورية الصحراوية، العضو المؤسس في الاتحاد.
وتظهر الوثيقة التي تضمنّت دعوة الرئيس غالي إلى حضور القمة، أنها وجّهت إلى رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، مع الإشارة إلى مقره الرسمي في مدينة العيون، عاصمة الجمهورية الصحراوية.
وجاء في نصّ الدعوة:
واستقبل الرئيس التونسي قيس سعيد بالفعل، رئيس الجمهورية الصحراوية إبراهيم غالي، ضمن رؤساء الوفود المشاركة في الدورة الـ8 لندوة طوكيو الدولية للتنمية في إفريقيا.
وفي 30 أوت 2022، اعتبر الرئيس الصحراوي إبراهيم غالي، في حديث أدلى به لصحيفة “إرم نيوز” الإلكترونية الإماراتية، أنّ النظام المغربي يمارس “الابتزاز” ضد تونس، بعد استقباله من قبل الرئيس قيس سعيّد.
وقال غالي إن تونس “حققت نجاحا باهرا في استضافتها المتميزة لقمة طوكيو للتنمية في إفريقيا (تيكاد)، رغم كل المحاولات المخجلة الرامية إلى إفشالها”، في إشارة إلى الموقف المغربي من مشاركة الوفد الصحراوي.
وأضاف الرئيس الصحراوي يقول:”لقد حسم الأفارقة، بشكل واضح، ملف مشاركة كل الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي في أية شراكة يكون الاتحاد طرفا فيها”.
قبل أن يردف:”حظينا باستقبال حارّ من طرف الرئيس التونسي قيس سعيّد، على قدم المساواة مع كل رؤساء الدول والحكومات والوفود، دون تمييز بين الأعضاء في الاتحاد الإفريقي، وهذا ما ظلت تقوم به الدول المضيفة”.
وتابع يقول:”لقد برهنت تونس التزامها الصارم بمبادئ القانون التأسيسي للاتحاد الإفريقي، وكذلك الأعراف الدبلوماسية المعروفة، ناهيك عن تشبثها بقرارها المستقل كدولة حرة”.
وحول استدعاء السفير المغربي من تونس قال غالي:”هناك الكثير من دول العالم لا تكتفي بالاستقبال الرسمي المعتاد، ولكنها تقيم علاقات دبلوماسية كاملة مع الجمهورية الصحراوية”.
وأردف متسائلا:”لماذا إذن لم تقم الخارجية المغربية بقطع العلاقات الدبلوماسية معها أو بإصدار بيانات ملأى بلغة التهديد والوعيد وحتى الاحتقار، مثل ذلك الذي أصدرته بحق تونس؟”.
ليضيف:”ممارسة الضغط من قبل المغرب على تونس قد بدأ بالفعل، لكننا لا نعتقد أن مثل هذا السلوك المستهجن سيؤثر على تونس المتمسكة بسيادتها وقرارها المستقل، والتي لم تقم بأي خطوة تستحق اللوم والضغط والابتزاز”.
المغرب تعلن انسحابها من البطولتين العربية والإفريقية لكرة اليد في تونس
وفي 30 أوت 2022، أعلنت الجامعة الملكية المغربية لكرة اليد انسحاب أنديتها من المشاركة البطولتين العربية والإفريقية للأندية المقامة في تونس.
جاء ذلك على خلفية استقبال الرئيس التونسي قيس سعيّد لرئيس الجمهورية الصحراوية إبراهيم غالي، لدى مشاركة هذا الأخير في الدورة الـ8 لندوة طوكيو الدولية للتنمية في إفريقيا، يومي 27 و28 أوت بتونس.
وحسب ما تضمنه بيان للهيئة الرياضية المغربية، فقد قررت الجامعة (الاتحادية) المغربية لكرة اليد، عدم مشاركة أنديتها في الدورة الـ37 للبطولة العربية لكرة اليد للأندية البطلة من 17 إلى 27 سبتمبر المقبل. والبطولة الإفريقية للأندية البطلة من 28 سبتمبر إلى 10 أكتوبر.
وفي 28 أوت 2022، قام وزير التجارة وترقية الصادرات كمال رزيق بزيارة مجاملة إلى الرئيس الصحراوي إبراهيم غالي، على هامش مشاركتهما بالمنتدى الياباني الإفريقي للتنمية في تونس.
كما التقى رزيق الذي يمثل الجزائر في المنتدى الذي تحتضنه تونس يومي 27 و28 أوت الجاري، مع نظيرته التونسية فضيلة رابحي.
وحسب بيان للوزارة، فقد تحادث الطرفان في خلال اللقاء حول “كيفية ترقية التعاون بين البلدين، قصد تطوير المبادلات التجارية”. إلى جانب ذلك تطرق الوزيران إلى “عدة قضايا ذات الاهتمام المشترك”.
وفي 27 أوت 2022، استقبل الرئيس التونسي قيس سعيد رؤساء الوفود المشاركة في الدورة الـ8 لندوة طوكيو الدولية للتنمية في إفريقيا. وكان بينهم الرئيس الصحراوي إبراهيم غالي.
وكان سعيّد قد التقى غالي مساء الجمعة، بمناسبة مشاركته في الندوة الدولية، ممثلا للجمهورية الصحراوية، التي تتمتّع بعضوية الاتحاد الإفريقي.
كما ظهر الرئيس غالي في مقدمة الصورة الجماعية التي نشرتها الرئاسة التونسية، لزعماء الوفود المشاركة في ندوة طوكيو الدولية للتنمية في إفريقيا.
قررت تونس استدعاء سفيرها لدى المغرب فورا للتشاور، ردّا على إجراء مماثل قامت به الرباط، بعد استقبال الرئيس التونسي قيس سعيّد للرئيس الصحراوي إبراهيم غالي مساء الجمعة بقصر قرطاج.
وجاء استقبال سعيّد لغالي، بمناسبة مشاركة هذا الأخير في ندوة طوكيو الدولية للتنمية في إفريقيا، التي تحتضنها تونس يومي 27 و28 أوت الجاري.
على إثر ذلك، أعلنت الخارجية المغربية في بيان، عن عدم مشاركة الرباط في الندوة الدولية، مع استدعاء سفيرها في تونس للتشاور.
وعبّرت وزارة الخارجية التونسية في بيان أصدرته في وقت متأخر من الجمعة، عن “رفضها القاطع، لاتهام نظيرتها المغربية لتونس باتخاذ موقف عدواني تجاه المغرب، والإضرار بالمصالح المغربية”.
وأضافت الخارجية التونسية في بيانها:
وإذ تشدّد تونس أيضا، انطلاقا من ثوابت سياستها الخارجية، على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول واحترام خياراتها. فإنها تؤكد أيضا على رفضها التدخل في شؤونها الداخلية وعلى سيادة قرارها الوطني.
وعلى هذا الأساس فقد قررت تونس دعوة سفيرها بالرباط حالا للتشاور.
الشروق