كشفت وسائل الإعلام في الجزائر أن الرئيس عبد المجيد تبون قد أصدر أمرًا بإقامة تمثال للأمير عبد القادر في جبال مرجاجو بمنطقة وهران، كتكريم لدوره في مقاومة الاستعمار الفرنسي.
وبحسب المعلومات الأولية التي نشرتها الصحف الجزائرية، فإن هذا التمثال سيكون الأعلى في العالم، حيث سيفوق طوله تمثال العذراء في ريو دي جانيرو بالبرازيل.
التمثال الضخم للأمير عبد القادر سيقام بالقرب من حصن سانتا كروز الذي شُيِّد من قِبَل الإسبان، بهدف تخليد دوره البارز في مقاومة الاستعمار الفرنسي.
وتُقدر تكلفة هذا المشروع الضخم، حسبما صرح به الوالي سعيد سعيود، بحوالي 1.2 مليار دينار (نحو 8 مليون دولار). وسيكون هذا التمثال الأعلى في العالم، حيث سيبلغ ارتفاعه 42 مترًا، وبذلك يتفوق على تمثال ريو دي جانيرو في البرازيل الذي يبلغ ارتفاعه 39 مترًا، بالإضافة إلى الحصن التاريخي الإسباني سانتا كروز في وهران نفسه، كما ذكرت الصحف الجزائرية.
وسيتم تجهيز سيف الأمير عبد القادر بتقنية الليزر، حيث سيتم توجيهه نحو القبلة. أما حصانه، فسيتم تثبيته على خمسة أعمدة ترمز إلى أركان الإسلام.
وأشار الوالي سعيد سعيود، حاكم ولاية وهران، إلى أن “الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون هو من أصدر الأمر ببناء هذا التمثال”. وأعلن ذلك خلال مؤتمر صحفي عُقِد الأسبوع الماضي في نفس المدينة، حيث صرَّح قائلاً: “منحنا الرئيس تبون التمويل اللازم لتنفيذ هذا المشروع الضخم لإقامة تمثال ضخم للأمير عبد القادر في جبال مرجاجو”.
وأضاف: “حصلنا على التمويل الكافي للبدء في تصميم المشروع، الذي سيصبح التمثال الأعلى في العالم”.
أثار هذا القرار جدلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي. تنوعت آراء المستخدمين حول بناء تمثال عبد القادر، حيث تباينت ردود الأفعال والتعليقات بين المؤيدين والمعارضين.
من جهة، أعرب البعض عن فرحتهم واعتزازهم بهذه الخطوة، حيث رأوا فيها تكريماً لشخصية تاريخية مهمة في مقاومة الاستعمار الفرنسي ودفاعها عن استقلال الجزائر. أكد هؤلاء أهمية إحياء الذاكرة الوطنية وتوثيق تاريخ البلاد من خلال تماثيل تكرم أبطالها.
من ناحية أخرى، أعرب آخرون عن رفضهم لهذا القرار واعتبروه تبديداً للمال العام في وقت يحتاج فيه البلد للإنفاق في قضايا أخرى ملحة. أشار هؤلاء إلى أن بناء تمثال ضخم يتطلب تكاليف باهظة يمكن استثمارها في مشاريع تنموية تعود بالفائدة على المواطنين بشكل أكبر.
تجدر الإشارة إلى أن هذا الجدل لا يزال قائمًا ومستمرًا، حيث يتواصل التفاعل والمناقشات حول هذا الموضوع في المجتمع الجزائري وخارجه.
مونت كارلو الدولية