أعلنت “المندوبية السامية للتخطيط” عن نتائج بحث أجرته حول دخل الأسر المغربية، وكان هدفه رصد المصادر القطاعية لدخل الأسر وتوزيعه الاجتماعي، حيث تظهر النتائج الأولية للبحث تفاوتات صارخة في الدخل، لاسيما بين الأوساط “الأكثر يسراً والأكثر فقراً”، وكذا بين الوسطين الحضري والقروي.
وأظهرت النتائج أن 4,5 ملايين شخص فقراء في المغرب، حسب مقاربة الفقر النسبي، ويعيش ثلثاهم (66,4 في المائة) في الأرياف.
وأوضحت المندوبية السامية للتخطيط (هيئة رسمية للإحصاءات والمسوح الاقتصادية والاجتماعية) أنه في البلدان التي تتوفر على سجلات ضريبية، يشكل نظام الضرائب على الدخل المصدر الرئيسي للدراسات حول توزيع الدخل. أما في المغرب، وبمعزل عن الدخل المحاسباتي الذي يمكن من تحديد مستوى الدخل الفردي دون معرفة توزيعه، حاولت فيما مضى رصد التوزيع الاجتماعي للدخل من خلال نفقات الأسر، رغم كل التحيزات التي تنطوي عليها هذه المقاربة، لاسيما فيما يتعلق برصد المداخيل المرتفعة.
وقامت الهيئة المذكورة، ولأول مرة، بمحاولة الإجابة على هذا السؤال من خلال بحث مباشر لدى الأسر، مسترشدة في هذا المجال بتجربة المعهد الوطني للإحصاء الإيطالي، حيث هم هذا البحث عينة تتكون من 3290 أسرة موزعة على صعيد البلاد ككل، وتمثل جميع الفئات الاجتماعية خلال الفترة الممتدة من 1 كانون الأول/ ديسمبر 2019 إلى نهاية آذار/ مارس 2020 متجنباً بذلك آثار جائحة كوفيد-19 وذلك بهدف رصد المصادر القطاعية لدخل الأسر وتوزيعه الاجتماعي.
وسجل البحث، اعتماداً على أرقام 2019 أن الدخل الإجمالي للأسر المغربية سنوياً يقدر بـ 767142 مليون درهم مغربي، حيث تحوز أسر الوسط الحضري دخلاً إجمالياً يعادل 2,8 مرة الدخل الإجمالي لنظيراتها بالوسط القروي، ويقدر إجمالي هذا الدخل بـ 564024 مليون درهم للأسر الحضرية و203118 مليون درهم مغربي للأسر القروية.
ويبلغ متوسط الدخل السنوي للأسر 91933 درهماً، أي ما يعادل 6617 درهماً شهرياً، أي 745,75 دولاراً أمريكياً، ويقدر هذا الدخل في الوسط الحضري
بـ 98 483 درهماً (8207 دراهم شهرياً) و 77600 درهم في الوسط القروي (6467 درهماً شهرياً) أي حوالي 728,84 دولاراً أمريكياً.
وفي محاولة للتغلب على تأثير المداخيل المرتفعة على قيمة متوسط الدخل الشهري للمغاربة، بإزاحته نحو الأعلى بعيداً عن المستويات الأكثر شيوعاً، اعتمد البحث على إبراز قيمة الدخل الوسيط، والتي بينت أن 50 في المئة من الأسر المغـربية لها دخل شهري متوسط يفوق 5133 درهماً، أي 578,50 دولاراً.
المعطيات ذاتها تكشف أن 50 في المئة من الأسر بالوسط الحضري، لها دخل شهري متوسط يفوق 5609 دراهم؛ و50 في المائة من الأسر في الوسط القروي لها دخل شهري متوسط يفوق 2374 درهماً، أي 267,55 دولاراً.
يظهر تحليل تمركز الدخل الفردي لسنة 2019 حسب مختلف الفئات السوسيو-اقتصادية، أن حصة دخل خُمُس الأسر الأكثر يسراً تبلغ أكثر من نصف، أي 53,3 في المئة من إجمالي دخل الأسر مقابل 5,6 في المئة بالنسبة للخمس الأقل يسراً.
ويعيش العشر الأكثر فقراً من الأسر المغربية بدخل فردي سنوي لا يتجاوز 6270 درهماً (7756 درهماً في الوسط الحضري، و5157 درهماً في الوسط القروي) في حين يصل الحد الأدنى للدخل بالنسبة للعشر الأكثر يسراً 41705 دراهم (48440 درهماً في الوسط الحضري، و28090 درهماً في الوسط القروي).
يُقاس الفقر النسبي، الذي يُعتبر شكلاً من أشكال الفوارق في الدخل، بالوزن الديموغرافي للأشخاص ذوي الدخل المنخفض في سلم توزيع دخل مجموع السكان؛ وذلك من خلال تحديد خط الفقر عند نسبة 50 في المائة من الدخل الوسيط الفردي (6830 درهماً).
ويسجل البحث أن نسبة ذوي الدخل المنخفض بلغت في سنة 2019، 12,7 في المئة على مستوى البلاد ككل، و6,8 في المائة في الوسط الحضري، و22,9 في المائة في الوسط القروي. وإجمالاً، يعد 4,5 ملايين شخصاً فقيراً، حسب مقاربة الفقر النسبي، ويعيش ثلثاهم (66,4 في المائة) في الوسط القروي (الأرياف).
القدس العربي