يوم تجتمع فيه القلوب الطيبة، ويوم تأتي الملايين لزيارة ضريح أبي عبد الله (ع) سبط الرسول الأكرم (ص)، هذا اليوم يغضب أعداء الإسلام لأنه يوحد الصفوف والكلمة والهدف، كما أنه يجهز ليوم تحرير القدس والأقصى من الصهاينة، زيارة الأربعين الحسيني هي وقفة عزة وكرامة لكل مقاوم ومحب وعاشق لدرب الشهادة والكرامة.
يوم الاربعين هو يوم ورود حرم الحسين عليه السلام كربلاء مع السبايا وفيهم الامام السجاد والسيدة زينب عليهما السلام عائدين من الشّام ومعهم الرؤوس الشريفة لدفنها مع الاجساد الطاهرة، وكذلك يوم ورود جابر بن عبد الله الانصاري كربلاء لزيارة الحسين عليه السلام. قال الامام الحسين عليه السلام (شاء الله أن يراني قتيلا وان يراهن سبايا).
وردت كلمة الاربعين في بعض الآيات القرآنية قال الله تبارك وتعالى “وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَىٰ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِن بَعْدِهِ وَأَنتُمْ ظَالِمُونَ” ﴿البقرة 51﴾، و “قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ ۛ أَرْبَعِينَ سَنَةً ۛ يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ ۚ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ” ﴿المائدة 26﴾، و “وَوَاعَدْنَا مُوسَىٰ ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَىٰ لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ” ﴿الأعراف 143﴾، و “حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً” ﴿الأحقاف 15﴾.
جاء في المعاني الجامع: زِيارَةٌ جمع: ات. (ز و ر). (مصدر زارَ). جاءَ لِزِيارَةِ أَهْلِهِ بَعْدَ غَيْبَةٍ طَويلَةٍ: لِلالْتِقاءِ بِهِمْ والسَّلامِ عَلَيْهِمْ. قامَ بِزِيارَةٍ خاطِفَةٍ لِلْقَرْيَةِ: إِطْلالَةٌ، الْمَجيءُ إِلَيْها وَمُعايَنَتُها عَلَى عَجَلٍ. ذَهَبَتْ لِزِيارَةِ ضَريحِ الوَلِيِّ الصَّالِحِ: التَّبَرُّكُ والوُقوف بِمَكانِ الضَّريحِ. زِيارَةُ الأَماكِنِ الْمُقَدَّسَةِ: أَيِ الذَّهابُ إِلَيْها لأَداءِ فَريضَةٍ دينِيَّةٍ أَوِ اقْتِناعٍ بِشَيْءٍ مَّا، ان الامام الحسين عليه السلام لم يقم بالثورة على يزيد بسبب رسائل اهل الكوفة وانما ثار ضد حاكم ظالم،ان الشعيرة هي العبادات التي يعبد الله تعالى بها.
فشعائر الله هي اعلام الشريعة التي شرعها الله، واضافتها إلى اسم الله تعظيم لها. فاذا كانت البدن من شعائر الله فالشعائر الحسينية لا تقل أهمية منها وكيف لا فان الحسين عليه السلام سبط الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وريحانته. وهكذا فان محبي الحسين يعظمون شعائره ليصبحوا من المتقين كما قال الله تعالى “ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ” (الحج 32). وتصبح كربلاء قبلة لكل الاحرار يقصدونها لاحياء الشعائر الحسينية.