ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الأحد، أنّ “استئناف العلاقات بين السعودية وإيران هو ضربة لإسرائيل والولايات المتحدة، ومثال على تبجحات رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الأخيرة”.
وقال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي الأسبق، إيهود باراك، في مقال في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، إنّ “استئناف العلاقات بين السعودية وإيران يشكّل نقطة تحوّل استراتيجية في المنطقة”.
وأكّد باراك أنّ ذلك يمثّل “ضربةً لإسرائيل والولايات المتحدة، وأيضاً يمثل باباً لإنهاء الحرب غير اللازمة في اليمن، وإنجازاً مهماً للصين”، مضيفاً أنّه “في هذه المرحلة، تقلّصت إمكانية الاتفاق مع السعودية”.
وتابع: “إنّه فشلٌ جوهري لنتنياهو، ومثال على بقية تبجحاته: إيران، تسير بأمان إلى دولة عتبة نووية فعلية، فيما التنسيق الأميركي – الإسرائيلي يبدو أنّه قوي في المجال الدفاعي، لكنّه ركيك ويتطلب سنوات في المجال الهجومي”.
وأضاف باراك، أنّ “نتنياهو يركّز على الانقلاب القضائي، بينما يترك كل أهدافه التي وضعها، والتي بقيت ميتة وفاشلة”.
كما أشار، إلى أنّه “عندما يعاني الاقتصاد من ضررٍ هائل، وصدع يتمدد في المؤسسة الأمنية والعسكرية، فإنّ مكانة إسرائيل في العالم تتقوض”.
وختم باراك مقاله مقتبساً من أحد ضباط الاحتياط في تشكيل العمليات الخاصة، في “جيش” الاحتلال، قوله إنّ “هناك عصابة إجرامية تقوم الآن بانقلابٍ سلطوي عنيف وتحاول سحق الجهاز القضائي الإسرائيلي، ما يعني، إنهاء أيام إسرائيل”.
يذكر أنّ نتنياهو كان قد صرّح في وقتٍ سابق، بأنّ أحد أهدافه الرئيسية في الفترة المقبلة سيكون توقيع اتفاق تطبيع مع السعودية.
ونقلت صحيفة “وول ستريت جورنال”، الأميركية، عن رئيس الأركان السابق لنتنياهو، أفيف بوشينسكي، قوله إنّ “الأهداف الرئيسية لنتنياهو هي عزل إيران وتوسيع العلاقات مع الدول العربية، لكنّه في الوقت الحالي فشل في كليهما”.
وأضاف أنّ “الاتفاق يؤكّد أيضاً كيف أدت الأزمات المتعددة في الداخل، بما في ذلك خطة التعديلات القضائية والعنف المتزايد، إلى انتكاس قدرة نتنياهو على المضي قدماً في أهداف سياسته الخارجية”.
“إسرائيل” تلقّت صفعةً من السعودية
وفي السياق ذاته، شدّد رئيس مجلس الأمن القومي السابق اللواء في الاحتياط غيورا آيلاند، أنّ “إسرائيل تلقّت صفعةً من السعوديين”، مضيفاً أنّ “الاتفاق بين إيران والسعودية هو نتيجة لعبة عظماء، من فوقهم الصين وروسيا والولايات المتحدة”.
وأوضح آيلاند أنّ “إيران تعرف كيف تعرض على السعودية شيئين مهمين بالنسبة إليها، ولا يستطيع الآخرون عرضهما، هما عدم التدخل داخلياً والحفاظ على استقرارها، والهدوء في الخليج “.
وفي موازاة ذلك، رأى الرئيس السابق أيضاً لمجلس الأمن القومي العميد المتقاعد يعقوب ناغل، أنّ الاتفاق الإيراني – السعودي هو “إصبع مزدوجة في العين الأميركية. أولاً لأنّ إيران ضد الولايات المتحدة، لكن العدو الرئيسي للولايات المتحدة هي الصين”.
السبت، أنّ “الاتفاق السعودي مع إيران يُقلق إسرائيل، إذ إنّه تركها وحيدة إلى حد كبير”.
وأضافت الوكالة، نقلاً عن خبراء، أنّ “الاتفاق السعودي- الإيراني، الذي أُعلن يوم الجمعة ألقى ماءً بارداً على طموحات بنيامين نتنياهو”.
وأوضحت أنّ “القرار السعودي ترك إسرائيل وحيدةً، إلى حد كبير، لأنّها تقود مهمة العزل الدبلوماسي لإيران، والتهديدات بضربة عسكرية أحادية الجانب ضد المنشآت النووية الإيرانية”، بينما “استأنفت الإمارات أيضاً العلاقات الرسمية بإيران، العام الماضي”.
وفي السياق، أشارت الوكالة إلى ارتباك حليف نتنياهو والسفير الإسرائيلي السابق لدى الأمم المتحدة، داني دانون، الذي توقّع مؤخراً تطبيع العلاقات مع السعودية في عام 2023، خلال إجابته عن سؤال عمّا إذا كان التقارب يضرّ بفرص اعتراف الرياض بـ”إسرائيل”، قائلاً إنّ “ذلك لا يدعم جهودنا”.