وافق البرلمان الكوبي، أمس الأربعاء، بالإجماع على إعلان دعم لقضية الشعب الفلسطيني وإدانة جرائم كيان الاحتلال الإسرائيلي.
وخلال اجتماع البرلمان في دورته التشريعية العاشرة، بحضور الجنرال راؤول كاسترو، ورئيس الجمهورية ميغيل دياز كانيل بيرموديز، صادق النواب على بيان عبّروا فيه عن استنكارهم للإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، مسلطين الضوء على فشل النظام الدولي الحالي في منع ايقاف المذابح الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني.
كما دان أعضاء البرلمان الكوبي استشهاد آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة، 70% منهم من الأطفال والنساء، نتيجة القصف الإسرائيلي العشوائي منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
وأشار البيان إلى أنّ الوضع الحالي هو نتيجة “75 عاماً من الممارسات الإسرائيلية للاحتلال والاستعمار غير القانوني”.
ورفض نص البيان الهجمات التي يقوم بها كيان الاحتلال ضد المستشفيات والمدارس ومخيمات اللاجئين ومركز الأمم المتحدة في المباني والمنازل وغيرها من البنية التحتية المدنية، بالاضافة الى حرمان قطاع غزة من الماء والغذاء والكهرباء ومنع وصول المساعدات الإنسانية.
كما دان البرلمانيون الكوبيون القتل المتعمد للعشرات من العاملين في مجال الصحافة، محذرين من أنّ كل هذه الأفعال تشكل انتهاكات خطيرة للقانون الإنساني الدولي والقانون الدولي، وتعبتر جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وانتقد النواب الكوبيون سياسة الحكومة الولايات المتحدة وتواطؤها في هذه الإبادة الجماعية، من خلال “عرقلة عمل مجلس الأمن من خلال استخدام حق النقض غير الديمقراطي الذي عفا عليه الزمن لحماية تجاوزات الحكومة الإسرائيلية”، مشددين على أنّ “الإفلات من العقاب الذي تصرفت به إسرائيل تاريخياً لا يمكن تفسيره، إلا من خلال ثقتها في أنه لن تكون هناك عواقب بسبب دعم حكومة الولايات المتحدة”.
ودعا البرلمانيون بشكلٍ عاجل إلى وقف فوري لإطلاق النار وبدء المفاوضات بين الطرفين، مؤكدين ضرورة الوصول إلى حل شامل وعادل ودائم للصراع، على أساس إنشاء الدولتين، مما يتيح للشعب الفلسطيني الحق في تقرير المصير وأن يكون له دولة مستقلة ذات سيادة، على أساس حدود ما قبل عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
يُشار إلى أنّ عدداً من البرلمانيين الكوبيين طالب، أواخر الشهر الماضي، بوقف الحرب ضد الشعب الفلسطيني، معربين عن إدانتهم للحرب على غزة، وذلك في اليوم العالمي للتضامن مع فلسطين.
وفي تصريحٍ سابق للميادين، أكد النائب الكوبي، فرناندو غونزاليز جورت، وهو رئيس المعهد الكوبي للصداقة مع الشعوب (إيكاب)، وأحد أبطال كوبا، أنّ قضية الشعب الفلسطيني هي قضية قريبة جداً لكوبا، وهي قضية دافعت عنها بلاده وستدافع عنها دائماً، مشدداً على أنّ الفلسطينيين لهم الحق في العودة إلى وطنهم والعيش بهدوء وسلام مثل أي شعب آخر في العالم.
بدوره، أكد النائب هيراردو هيرنانديز، وهو أحد أبطال جمهورية كوبا والمنسق الوطني للجان الدفاع عن الثورة، أنه “أقل ما يمكن يفعله الكوبيون في اليوم العالمي للتضامن مع شعب فلسطين، هو التعبير عن دعمهم وتضامنهم والمطالبة بإنهاء الأعمال العدائية ووقف الحرب والانتهاكات التي ترتكب ضد الشعب الفلسطيني، ليتمكن الفلسطينيون من العيش بسلام”.
وأشار هيرنانديز إلى أنّ القائد الراحل فيديل كاسترو أعرب دائماً عن دعمه الشخصي ودعم الكوبيين للقضية الفلسطينية.