يبدو أن مخاوف الجزائر “من نضوب نفطها” انتقل من مرحلة الهواجس إلى ضخ المزيد من الأموال لـ”تبديد النضوب”.
هي استراتيجية جديدة قررها عملاق النفط الجزائري “سوناطراك” عندما كشف عن مخططاتها المستقبلية للاستثمار في “الأحواض الفارغة” ليس لزيادة الإنتاج فحسب، بل لضمان أحواض نفطية وغازية جديدة تضمن لها “الأمان الطاقوي” وفق ما يراه الخبراء الاقتصاديون.
وكشفت شركة سوناطراك الجزائرية اعتزامها استثمار بين 800 مليون و1.2 مليار دولار سنوياً في الأحواض الفارغة.
وحددت أهداف ذلك في الحصول على المعلومات الجوفية والتعرف أكثر على الإمكانيات النفطية فيها، والتي يؤكد خبراء الطاقة بأنها لازالت غير مستغلة بالشكل الكافي، رغم بعض التقارير التي استشرفت نضوب النفط الجزائري في غضون عقد واحد.
ووصفت سوناطراك تلك الأحواض الفارغة بـ”المثيرة للاهتمام”، وكشفت عن أنها تمثل “تقريباً مستوى الاحتياطات الموجودة حالياً” في الأحواض المستغلة.
“حشد” الاحتياطات
في المقابل، كشف عملاق النفط الجزائري عن إنتاجه من النفط خلال 2021، وبلغ إنتاج سوناطراك 185 مليون طن مكافئ بترول مقابل 176 مليون طن مكافئ بترول عام 2020.
فيما ارتفعت الصادرات بنحو 13 مليون طن مكافئ بترول خلال العام الماضي مقارنة بسنة 2020.
وحققت سوناطراك مستويات تصدير قاربت 95 مليون طن مكافئ بترول، ورقم أعمال فاق من 34 مليار دولار.
وأكد مسؤولون بشركة سوناطراك الجزائرية بأن الموازنة الضخمة المخصصة لقطاع النفط للأعوام الأربعة المقبلة هدفه “حشد الاحتياطات الجديدة وتسريع حشدها”.
وبـ40 مليار دولار، يعتزم عملاق النفط الجزائري “سوناطراك” إحداث ثورة في انتاج البلاد من النفط خلال الأعوام المقبلة.
وكشف توفيق حكار الرئيس المدير العام لسوناطراك الجزائرية رصد المجمع النفطي موازنة استثمارية ضخمة من 2022 إلى 2026 قدرت بـ40 مليار دولار، بينها 8 مليارات دولار للعام الحالي.
وحدد أهداف الخطة الاستثمارية في الحصة الأكبر من الاستثمارات، التي قال إنها ستتوجه للاستكشاف والإنتاج، بهدف الحفاظ على القدرات الانتاجية الوطنية بعد تراجعها في السنوات الأخيرة.
أما ثاني حصة من قيمة الاستثمارات فستوجه لتمويل مشاريع التكرير، مبرزا أهداف ذلك في “الاستجابة للطلب الوطني” في هذا المجال.
ومن بين الخطط الاستثمارية التي تنوي سوناطراك تحقيقها خلال الأعوام الأربعة المقبلة –بحسب حكار -إنجاز 4 مشاريع “على الأقل” في مجال البتروكيمياء.
ورصد عملاق النفط الجزائري أيضا في خطته الاستثمارية 500 مليون دولار استثمارات لحماية البيئة.
فيما كشف مسؤولون آخرون بسوناطراك في تصريحات إعلامية عن أن الشركة تعتزم استثمار نحو 70 % من موازنتها في مجال التنقيب والانتاج خلال الأعوام الـ4 المقبلة، فيما تقرر رفع موازنة التنقيب للأعوام الـ10 المقبلة إلى نحو 18 مليار دولار.
إيرادات استثنائية
وسجلت شركة سوناطراك النفطية الجزائرية قفزة استثنائية في مداخيلها خلال عام 2021 وذلك بنسبة 70% مقارنة بـ2020.
ووفق إحصائيات رسمية، فقد بلغت قيمة صادرات الجزائر من المحروقات خلال العام الماضي 34.5 مليار دولار، مقابل 20 مليار دولار في 2020، وكذا 2.5 مليار دولار مداخيل في السوق المحلية.
وعن كميات إنتاج الجزائر من النفط خلال 2021، فقد ارتفعت بـ19% مقارنة بـ2020، مع تسجيل نمو بـ5% في كميات الانتاج الاجمالية لدى سوناطراك.
وتسعى شركة سوناطراك المملوكة للدولة خلال المرحلة المقبلة لتطوير قدراتها الانتاجية بهدف الاستجابة أكثر للحاجيات المحلية التي سجلت نموا سنوياً بـ5 %، وكذا لضمان التزاماتها التعاقدية مع شركائها في أوروبا وآسيا.
وتسعى الجزائر الدولة العضو في منظمة أوبك لإحداث تغييرات في هيكلها الاقتصادي بهدف الخروج من التبعية المفرطة للنفط، إذ تحتكر 96% من عائدات البلاد، ونحو 60% من موازنة البلاد يتم رصدها من الريع النفطي.
العين الاخبارية