في مارس 2011 ضرب زلزال توهوكو الساحل الشمالي الشرقي لليابان وخلف تسونامي قضى على أكثر من 20 ألف شخص، فظهر في المحافظات الريفية لليابان ما يعرف بـ”القرى المهجورة” حيث المنازل لا يمكن ملؤها ولا هدمهما.
وبرز في بعض المناطق منازل خالية من سكانها بمعدل واحد على خمسة، الأمر الذي دفع الحكومة إلى تقديم حوافز تتمثل ببيوت قيمتها 500 دولار فقط ومهل ضريبية لاستقطاب السكان وحضهم على الانتقال من المراكز الحضرية إلى مناطق ريفية مثل واكاياما.
إلا أن المساكن بخسة الثمن قد لا تكون كافيةً، بحسب ما نقل موقع “إنسايدر” لردم الانقسام الثقافي والتحديات البيروقراطية التي يخلفها الانتقال إلى بلدة صغيرة.
ويشير كريس ماكموران، الأستاذ المساعد في كلية الدراسات اليابانية بجامعة سنغافورة الوطنية إلى أن “واقع وجود الكثير من المنازل الخالية يشكل آفةً للمنظر الطبيعي ومعوقاً إضافياً ذلك أن الناس لا يرغبون بالعيش في قرية طرفية محاطة بمنازل أشباح.”
بالمقابل وبالنسبة لأوتشياما سيتشي، فالأمر مختلف، لا سيما بعد أن قرر عام 2011 تغيير حياته وشكلت الأراضي الشاسعة نقطة جذب له.
وقال معلقاً: “مجرد فكرة اتباع حياة الزراعة والتأسيس لوجود أكثر ثباتاً، شكل مصدر جذب لي لقد كنت أفكر في طبيعة واكاياما الغنية وبحارها وجبالها وأنهارها. أعتقد أني ظننت بأنه سيكون مكانا رائعا يكبر فيه أولادي.” ع
ام كامل ومليون ين أي حوالي تسعة آلاف دولار كانت كفيلة بإعادة تجديد المنزل حيث يدير سييتشي وزوجته مزرعة للمنتجات العضوية ومقهى ومضافةً واسعة.
ومع أن المنزل بدا حين انتقلنا أشبه بمكان مسكون بالأرواح، إلا أننا غيرنا الأرضيات وأصلحنا الاسقف وجعلنا من التجديد مشروعاً عائلياً يقول أوتشياما.
مطار واحد وأربع جامعات وكمّ هائل من المنازل الفارغة، تلك هي واكاياما بنظرة سريعة. وتقع المحافظة التي تضم 934 ألف شخص على الساحل الجنوبي الشرقي لليابان.
أما مدينة واكاياما، الأكبر في المحافظة وموطن 40 بالمئة على الأقل من سكانها فتبعد حوالي الساعة وربع الساعة عن أوساكا. وكانت المنطقة توصف بأنها القلب الروحي لليابان، ومملكة الفواكه فيها. وشكلت الينابيع الحارة أبرز معالم الجذب إضافة لحيوانات الباندا العملاقة وطريق حج كومانو كودو القديم البالغ عمره ألف عام.
وكالات
المصدر: إعداد: فاتن صبح