تقوم شركة “إنريكس” الأميركية، المهتمة بالمعلومات المتعلقة بحركة المرور، بجمع المليارات من البيانات مجهولة المصدر يوميا في أكثر من 50 دولة لمساعدة سائقي السيارات على تحسين رحلاتهم. وبناء على كل هذه السجلات، نشرت قائمة بأكثر المدن ازدحامًا في العالم.
ويقول الكاتبان تشارلز ليسكورييه ونيكولاس دوني -في تقرير نشرته صحيفة “لوفيغارو” (lefigaro) الفرنسية- إن هذه القائمة تستند إلى بيانات جُمعت على مدى 10 أشهر في نحو ألف مدينة، باستثناء بعض المدن الكبرى التي تعاني من شلل تام في حركة المرور مثل لاهور أو لاغوس أو القاهرة.
ووفق بيانات “غلوبال ترافيك سكوركارد” لعام 2021، تحتل باريس المركز الثاني في التصنيف العالمي لأكثر المدن ازدحامًا، بمعدل 140 ساعة يمضيها السائقون بالانتظار عام 2021، أي ما يعادل 6 أيام من التوقف التام لحركة المرور. وهي تأتي في الترتيب مباشرة بعد لندن التي تعاني ازدحامًا أكثر سوءا، مع نحو 8 ساعات يقضيها السائقون واقفين في الاختناقات المرورية.
المراكز العشر الأولى
وأورد الكاتبان أن الساعات الضائعة تمثل المدة الإضافية التي يستغرقها قطع نفس المسافة خلال ساعات الذروة مقارنة بالساعات العادية. وتاليا ترتيبها التنازلي ضمن هذه القائمة:
لندن (148 ساعة ضائعة)
باريس (140 ساعة)
بروكسل (134 ساعة)
باليرمو (109 ساعات)
شيكاغو (109 ساعات)
موسكو (108 ساعات)
روما (107 ساعات)
نيويورك (102 ساعة)
ليون (102 ساعة)
تأثير كوفيد-19
ولولا تأثير كوفيد-19 لكانت هذه الأرقام أسوأ بكثير، بالنظر إلى أن صعوبات التنقل تقل مع انخفاض الازدحام بنسبة 30% تقريبًا في بعض المدن التي تحتل المراكز العشر الأولى، مما يعني أن الوقت الضائع في باريس تقلص بمقدار 25 ساعة، مقارنة بفترة ما قبل الوباء. وكما هو متوقع، بدأت الكثافة المرورية تتحسن مقارنة بعام 2020 وذلك يعود إلى الانتعاش الاقتصادي.
ومع ذلك، يشير التقرير إلى أن تغيّر أنماط التنقل، نتيجة العمل عن بعد واستخدام الدراجات ووسائل النقل العام طوال عام 2021، يعني أن حركة المرور بمراكز المدن يمكن أن تبقى في مستويات منخفضة بشكل عام. وفي الواقع، لا تزال مستويات حركة المرور أقل مقارنةً بعام 2019.
تقلص حجم حركة المرور.. ولكن
تأتي ليون بعد باريس في ترتيب المدن الفرنسية الأكثر ازدحامًا بمعدل أكثر من 100 ساعة ضائعة. وتعتبر مرسيليا رابع أكثر المدن الفرنسية ازدحامًا، حيث تقضي المركبات نحو 78 ساعة عالقة في الاختناقات المرورية.
وعلى عكس المتوقع، شهدت مدينة نيم، التي تحتل المركز الثالث، ارتفاعا في الكثافة المرورية بنسبة 97%. وينطبق الأمر ذاته على ستراسبورغ التي تضاعف فيها الازدحام 3 مرات تقريبًا.
وفي حين تقلص حجم حركة المرور بسبب الوباء العالمي، زادت سرعة المركبات مما أدى إلى ارتفاع كبير بمعدلات الوفيات الناتجة عن حوادث السير حول العالم. ففي باريس، مثلا، زادت حوادث الطرق بنسبة 18% خلال عام واحد، وسجلت روما أيضا ارتفاعا بنسبة 25%.
المنهجية المعتمدة
تم احتساب “مدة الرحلة” من خلال تحديد الوقت اللازم للتنقل من وإلى مراكز التوظيف الرئيسية بالمدن الكبرى. وقد استُخدمت بيانات من نظام التموضع العالمي لمعرفة أكثر الطرق والوجهات ازدحامًا لرسم خريطة أكثر دقة للتنقل في مناطق مختلفة، وليس في مراكز المدن الكبرى فقط.
وباعتماد هذه البيانات، تم احتساب الوقت الإضافي الذي يقضيه السائقون في حركة المرور بين عدة نقاط في منطقة محددة.