موقع المغرب العربي الإخباري :
الصراع ليس بين فريقين في تل ابيب فريق نتنياهو وفريق المعارضة بل هو ايضا صراع في واشنطن بين من يدعم نتنياهو على ان ذلك هو دعم لاسرائيل وبين من يفرق بين دعم حكومة نتنياهو ودعم اسرائيل، الصراع دائر في تل ابيب وواشنطن.
كيف ستحل الادارة الامريكية الراهنة والتي بقي لها من العمر ستين يوما كيف ستحل هذه المشكلة خاصة ان وزير الخارجية الصهيوني بلنكن يعود ويذكر ضاغطا ومهيجا حول تطبيع العلاقة بين السعودية واسرائيل.
بسام ابو شريف يكتب حول الصراع الدائر في تل ابيب وواشنطن على قدم المساواة بين فريقين متجانسين في تل ابيب وواشنطن وفريقبن متجانسين في دعم اسرائيل وليس دعم حكومة نتنياهو في تل ابيب وواشنطن الى اين تسير الامور هذا ما يكتب عنه بسام ابو شريف.
كنا قد كتبنا حول ما صرحه وما صرح به ماتيو ميلر الذي يلقب عادة بالناطق باسم الحكومة الاسرائيلية ولكن المعروف انه هو الذي يقول ما يريده بايدن دون ان يلزق الكلام بالرئيس بايدن كنا قد كتبنا حول مصداقية كلام ماتيو وذكرناها بالواحدة وقلنل ان هذا رد غير مسبوق من قبل الادارة الامريكية اذ انه حدد كافة النقاط التي تشترطها حماس كنقاط للولايات المتحدة ايضا اي الاتفاق الذي كان قد ابرم في يوليو الماضي وحددنا في المقال اهمية ما قاله ماتيو وهذا دليل على ان الادارة الامريكية بشقها الداعم لاسرائيل وليس وليس الداعم لنتنياهو وحكومته يريد ان ينجز قبل مرور ستين يوما واذا صح الكلام قبل مرور عشرين يوما حتى يتاح للمتنافسين في الانتخابات فرصة العمل من اجل الوصول للبيت الابيض .
وفي كلام ماتيو من النقطة التي بعد تصريح ماتيو بدت على انها نقطة خلاف عقدت واوقفت ومنعت كل الجهود للوصول لاتفاق لوقف الحرب في غزة وانسحاب اسرائيل كما اتفق في يوليو الماضي وعودة الفلسطينيين الى منازلهم وبيوتهم المهدمة ثم البدء بعملية الاعمار ومد قطع الغذاء والدواء والاجهزة الطبية والادوية اللازمة للاطفال ،
بين هذا وتصريح هذه الليلة للخارجية الامريكية دون ان يلصق ببلنكن قام بلنكن بزيارة سريعة في محاولة حسب رأيي انا لخدمة نتنياهو وليس لخدمة بايدن لخدمة نتنياهو من حيث دعم شروط نتنياهو المتعلقة بممر فيلادلفيا ومعبر رفح البري ذلك ان نتنياهو لم يعد لديه أية نقطة يعرقل فيها الاتفاق والبدء بتبادل الاسرى وانسحاب الجيش الاسرائيلي من غزة لم يعد امامه سوى هذه النقطة التي قال عنها بلنكن عندما غادر المنطقة لقد تم الاتفاق على 90% من الاتفاقية ولكن هنالك 10% قضايا حساسة وذات اهمية قصوى لا بد من ايجاد حل لها وكان بذلك يقصد وحددها ايضا عندما سئل ان هذا يتعلق بممر فيلادلفيا واصرار نتنياهو على البقاء في ممر فيلادلفيا كقوات عسكرية لان هذا سوف يمنع تهريب السلاح لقطاع غزة …
ورغم ان الولايات المتحدة دعمت كل رجال الاعلام في اسرائيل الذين يؤيدون الخط الاميركي للتحرك والحديث وشرح خطأ الموقف الذي يتخذه نتنياهو قام هؤلاء بعمل فظيع وحتى الذين لم نتوقع منهم ان يأيدوا الكلام الذي يقول بان بقاء الجيش الاسرائيلي في معبر رفح لا يحمي امن اسرائيل ولا يمنع تهريب السلاح خاصة ان سلاح حماس ينتج باغلبه محليا في اقبية تحت الارض بعد ان ضربت المصانع التي اقامتها حماس فوق الارض من قبل الطيران الاسرائيلي قبل زمن.
بعد هذا التصريح الواضح بانه يدلي بدلوه بلنكن في ذهن نتنياهو اي انه يقف في واشنطن مع الفريق الذي يعارض ما يقوله بايدن وان معارضته تتم سرا بينه وبين نتنياهو ولكنه في واقع الامر يخوض معركة في كورودورات الخارجية والدفاع الاميركية من اجل تزويد اسرائيل بكل الدعم السياسي والعسكري والذخائري والتسليحي من اجل البقاء والاصرار على موقفها من البقاء في ممر فيلادلفيا وحصل بعد هذا تطوران هامان صدر بيان عن مصر بعد زيارة رئيس هيئة الاركان المصري للحدود بين مصر وغزة وتفقد القوات المصرية الموجودة على هذه الحدود وصدور بيان يؤكد بان مصر متمسكة دون اي تنازل عن خروج القوات الاسرائيلية من ممر فيلادلفيا وعدم بقائها هناك وان الحدود بين رفح المصرية ورفح الفلسطينية هي حدود مصرية فلسطينية لا علاقة لاسرائيل بها وفجأة وعند ساعات الفجر بتوقيت الشرق الاوسط صدر عن الخارجية الامريكية بيان باسم الخارجية الامريكية وليس باسم وزير الخارجية الامريكية ولم يربط بالوزير بل ربط بالخارجية كسياسة للولايات المتحدة ثابتة ولا يستطيع احد ان يغيرها الا رئيس الولايات المتحدة.
وكان في هذا اشارة واضحة الى الصراع الدائر في واشنطن وهو شبيه بالصراع الدائر في اسرائيل من ناحية اخرى حرك رئيس اركان الجيش الاسرائيلي من باب الحرب النفسية ومن باب ربما الرسالة العملية حرك قوات مدربة تدريبا خاصا في مناورات في اراض شبيهة باراضي جنوب لبنان وقال اننا على استعداد لتحريك قواتنا هجوما او دفاعا.
شيء مضحك طبعا لان الذي يعرف المنطقة يعرف ان جنوب لبنان وشمال فلسطين هي ذات طبيعة واحدة من حيث تلالها وجبالها ومن حيث شجرها وخضارها ومن حيث وديانها وهذا امر جعل الذين يعرفون المنطقة يضحكون على تصريح رئيس الاركان الاسرائيلي.
لكن المهم هنا ان التصريح الصادر عن الخارجية الامريكية بدى وكأنه توبيخ لوزير الخارجية بلنكن وتصحيح لتصريحاته التي قالت ان الولايات المتحدة توافق على ان موضوع فيلادلفيا عقدة ومشكلة يجب حلها وبهذا لم يكن يدافع عن الموقف الاميركي بل كان يدافع عن موقف نتنياهو بينما كان بايدن يقول ومن خلال ماتيو ميلر ان الولايات المتحدة تريد خروج القوات الاسرائيلية من كامل الاراضي التي دخلتها ومن ممر فيلادلفيا والليلة جاء بيان الخارجية ليقول ان الولايات المتحدة تقف موقفا واضحا ضد وجود اي جندي اسرائيلي في ممر فيلادلفيا وبقائه هناك وان خروج القوات الاسرائيلية هو خطوة سابقة وتمهيد للشروع في تنفيذ الاتفاق حسب بنود مايو التي كانت حماس قد وافقت عليها باسم فصائل المقاومة الفلسطينية.
وهكذا نرى ان في تل ابيب فريقان متخاصمان متصارعان وسيزداد صراعهما فيما اذا اجبرت الولايات المتحدة اسرائيل على تنفيذ ما قالته من حيث انسحاب القوات الاسرائيلية من قطاع غزة ناهيك عن ان الولايات المتحدة تدعم تحرك اوروبا باتجاه انتقاد ما يدور في الضفة الغربية وخاصة المانيا وبلجكا التي عبرت عن الموقف بالقول ان ملاحقة الارهاب حسب ما تدعي اسرائيل انها تقوم بملاحقة الارهاب لا تعني ولا تستوجب تدمير البنية التحتية والكهرباء والمستشفيات والمياه في شمال فلسطين في نابلس وقلقيلية وطولكرم وجنين والمخيمات وطوباس ولا شك ان موضوع الضفة الذي يحاول نتنياهو ان يضعه من الآن كخطوة استباقية في حال اجبر على الانسحاب من غزة ان يلقي بالثقل الارهابي التدميري في الضفة الغربية يبدو ان هذا هو خط نتنياهو الذي سوف يصطدم بخط المعارضة لديه وكذلك بخط المعارضة لدعم حكومة نتنياهو في واشنطن.
واذا لم يتم الاتفاق ماذا سيحصل تقديري ان عدم الاتفاق سوف يعني بداية الصدام بين الفريقين المختلفين والمتصارعين في تل ابيب وان هذا الصراع سوف يؤدي الى صراع ايضا في واشنطن وسوف تتلبك واشنطن ولا تعرف كم من السلاح ترسل وكم من الذخيرة وكم من المال تدفع لقد دفعت حتى الآن باكثر من 50 مليار دولار سلاحا وذخيرة لاسرائيل واموالا فكم تريد ان تدفع خاصة ان الموضوع الاقتصادي هو نقطة حاسمة في الانتخابات القادمة وان ترمب يركز على هذه النقطة في مواجهة مرشحة بايدن هاريس.
هل يمكننا القول ان حربا اهلية قد تبدأ في اسرائيل اعتقد ان هذا ليس مستبعدا وان كانت الولايات المتحدة ستبذل كل جهودها ومالها ودعمها من اجل ان لا يحصل المهم هنا ان الانظمة العربية التي صمتت طوال الوقت على الجرائم التي ترتكب وحرب الابادة في غزة والضفة الغربية يجب عليها ان لا تتحرك انشا واحدا لصالح دعم الخط الاسرائيلي او الاميركي بل يجب ان تدعم بكل قوة التحرك الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية والاهداف الفلسطينية خاصة ان ما لمسناه من كلام بلنكن حول تطبيع العلاقات بين السعودية واسرائيل اصبح له شرط واحد وليس الشروط السابقة اصبح له شرط ان يتوقف القتال في قطاع غزة بينما كان الشرط السابق اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة تنازل عنها السيد بلنكن نيابة عن نتنياهو وباسم الولايات المتحدة وهنا لا بد لهذه الدول حتى تلك التي تحضر لتطبيع العلاقات ان تعود للشروط الواضحة وهي اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشريف.
ان تحليلنا هذا وتوقعاتنا قد تتفق مع بعض مما نشره توماس فريدمان ونشرته الواشنطن بوست والوول ستريت جورنال حول هذا الامر فقد قال فريدمان ان نتنياهو يمطمط الامور لتصل لما بعد الانتخابات الامريكية لانه يراهن على فوز ترمب والتحالف معه اذ وعده ترمب بتوسيع رقعة اسرائيل التي ازعجه اي ازعج ترمب كونها رقعة صغيرة لم يشر ترمب حتى ان هذه الرقعة الصغيرة هي مسلوبة من الشعب الفلسطيني وان القسم الآخر الذي يتحدث عنه توسيع اسرائيل ضمنها هي ايضا للشعب الفلسطيني وهذا رجل جاهل في التاريخ وجاهل في السياسة وسيبقى جاهلا ان هو بقي على موقفه واشارت الصحيفتان الواشنطن بوست والوول ستريت جورنال الى ان موضوع غزة ووقف اطلاق النار والاتفاق اصبح جزأ من التحرك الانتخابي وصدور البيانات في ظل اشتداد الحملات الانتخابية واقتراب المناظرة بين ترمب وهاريس والتي ستتم هذا الشهر كل هذا جعل الموضوع الفلسطيني موضوعا له قيمته وتأثيره في الانتخابات الامريكية.
من ناحية اخرى يجب تقديم كل الشكر والدعم لاتحادات الطلبة وجمعيات الطلبة في الجامعات الامريكية التي خططت وبدأت بتنفيذ جدول اعمالها للاحتجاج على استمرار الحرب وحرب الابادة والتدمير وقتل المدنيين وتجويعهم وتركهم فريسة للامراض وللاوبئة وبلا كهرباء ولا ماء لذلك نقول هذه هي ايضا اي الحشودات للمظاهرات الطلابية الجامعية سوف تكون جزأ لا يتجزأ من المعركة الانتخابية.
كاتب فلسطيني
انسخ الرابط :
Copied