ذكرت مجلة “نيوزويك” الأميركية، في تقرير نشرته عن معدلات الانتحار بين قدامى المحاربين، أن “معدل الانتحار بين المحاربين القدامى في الولايات المتحدة الأميركية، قد يكون أعلى بكثير مما تقدره بيانات الولايات والبيانات الوطنية، وفقاً لدراسة تلقي ضوءاً جديداً على ما اعتبره الخبراء أزمةً ملحّة”.
وأضافت المجلة أن “الدراسة التي أجرتها منظمة شراكة المحاربين الأميركية (AWP) بالتعاون مع وزارة الدفاع الأميركية وجامعة ألاباما، أظهرت أن الولايات قد تكون قللت من عدد وفيات المحاربين القدامى بمعدل خطأ يبلغ 25%”.
وتابعت: “وفقاً للبحث، في الولايات الـ 8 التي تم فحصها، بما في ذلك ألاباما وفلوريدا وماين وماساتشوستس وميشيغان ومينيسوتا ومونتانا وأوريغون، كان المعدل اليومي للانتحار، بين أعضاء الخدمة السابقين، أكبر بمقدار 1.37 مرة، عما ذكرته وزارة شؤون المحاربين القدامى سابقاً”.
وإذا كانت الولايات الثماني تمثل مجتمعةً المعدل الوطني؛ فإن معدل انتحار المحاربين القدامى سيكون أكبر بمقدار 2.4 مرة، مما أبلغت عنه وزارة شؤون المحاربين القدامى سابقاً، وفقاً للدراسة.
وهذا يعني أن متوسط عدد أفراد الخدمة السابقين الذين ماتوا يومياً بسبب الانتحار، هو 44، في الفترة الممتدة بين عامي 2014 و 2015.
ووفقاً للبيانات الرسمية، توفي أكثر من 30 ألف شخص من قدامى المحاربين، بسبب الانتحار بين أيلول/سبتمبر 2001 و2019، أي أربعة أضعاف عدد الذين ماتوا في القتال في العراق وأفغانستان، وفقاً لتقرير “إدارة شؤون المحاربين القدامى”، لعام 2022 حول معدل انتحار المحاربين القدامى في الولايات المتحدة.
وفي عام 2020، بلغ عدد حالات الانتحار 6146 حالة في صفوف المحاربين القدامى، وعلى الرغم من ضخامة هذا العدد، إلا أنه يعتبر أقل بـ 343 حالة، من العام السابق.
بدوره، صرّح جيم لورين، رئيس شراكة المحاربين الأميركية، لمجلة “نيوزويك”، إن ارتفاع معدل الانتحار يرتبط باليأس، مضيفاً: “نعتقد أن عدم الاستقرار المالي يساهم بشكل أساسي في اليأس بين المحاربين القدامى، وكذلك الشعب الأميركي”.
وتابع: “ما نراه هو أن الأمر لا يقتصر على انعدام الأمن الغذائي أو التشرد فحسب، بل هو عدم الاستقرار المالي، وإذا فشل أحد المحاربين القدامى في دفع فاتورة بطاقة الائتمان، فإن أسعار الفائدة الخاصة به سترتفع إلى 25%، ومن ثم قد تكون فاتورته في الشهر التالي أعلى مما يمكنه تحمله”.
كل هذا يضاف إلى ما يواجهه المحاربون القدامي من “اضطراب ما بعد الصدمة” إلى “الإصابة المستمرة”، ولذلك يطالب المحاربون بتحسين نوعية حياتهم، للتقليل من احتمالية الانتحار.