أطلق المرشّحان الأبرزان للرئاسة في البرازيل، الرئيس الأسبق لولا دا سيلفا والرئيس المنتهية ولايته جايير بولسونارو، أمس الثلاثاء، رسمياً حملتيهما للانتخابات المقرّرة في تشرين الأول/أكتوبر في البرازيل.
وعقد لولا أول لقاء في حملته الانتخابية في مصنع للسيارات في ساو برناردو دو كامبو قرب ساو باولو، وهي منطقة صناعية عمل فيها في الحدادة قبل أن يصبح رئيس نقابة في سبعينيات القرن الماضي.
واستهلّ لولا، المرشّح الأوفر حظاً بحسب الاستطلاعات، حملته بالقول: “هنا بدأ كل شيء، هنا اكتسبت وعياً سياسياً، في هذا اليوم المهمّ في حياتي، وفي مستهلّ الحملة الانتخابية، جئت لأقول لكم إنّنا سنفور في الانتخابات”.
وأطلّ لولا مرتدياً قميصاً أبيض وقد اعتلى منصّة محاطاً بمئات من عمّال الحديد.
وعلى الرّغم من تقدّمه في السن، يقول لولا إنّه يشعر بأنه يتحلّى بالطاقة نفسها التي كان يتحلّى بها عندما كان في الثلاثينيات من العمر، وإنّه يريد “استعادة البلاد” من بولسونارو، منتقداً بشدة طريقة إدارة منافسه للجائحة في البرازيل، حيث قضى 680 ألف شخص من جرائها.
وقال لولا الذي تولى الرئاسة في البرازيل من العام 2003 وحتى العام 2010: “إذا كان هناك شخص يتملّكه الشيطان فهو بولسونارو”، وسط هتافات التأييد.
وفي تصريح لوكالة “فرانس برس”، قال ماوريسيو سوزا (48 عاماً) الذي استقبل مرشّحه بعزف البوق إنّ “لولا هو أمل البرازيليين بتحسين أواضعهم، هو يجسّد سلطة العمّال”.
وقبيل إطلاق لولا حملته، كان بولسونارو قد أطلق من الموقع الذي تعرّض فيه لمحاولة اغتيال في العام 2018 في ولاية ميناس غيرايس جنوب شرقي البرازيل حملته، واصفاً جويز دي فورا بأنّها المدينة التي ولد فيها من جديد.
واعتمد العسكري السابق على الرمزية بكل تفاصيلها في إطلاق حملته الانتخابية، إذ اعتلى منصة أقيمت على التقاطع نفسه الذي حصلت فيه عملية الطعن يوم 6 أيلول/سبتمبر 2018.
وارتدى بولوسنارو معطفاً أسود غطّى عنقه أوحى بأنه يرتدي تحته سترة واقية من الرصاص، وقد ألقى خطاباً مليئاً بالشعارات القومية.
واستعاد لولا حقوقه السياسية في العام 2021، بعد إلغاء الإدانات القضائية الصادرة بحقه في قضية فساد ضخمة، وهو يتصدر حالياً الاستطلاعات، لكن منافسه تمكّن من تقليص الفارق.
ومساء الاثنين، أظهر استطلاع لمعهد “IPEC” تقدّماً مريحاً للرئيس اليساري الأسبق مع 44% من نيات التصويت في الدورة الأولى، مقابل 32% للرئيس الحالي بولسونارو.
وفي نهاية تموز/يوليو، أفاد استطلاع أجراه معهد “داتافوليا” المرجعي بأنّ لولا حصل على 47% من نيات التصويت للدورة الأولى، مقابل 29% لبولسونارو.
وبحسب الاستطلاعات، أكثر ما يثير قلق البرازيليين هو الوضع الاقتصادي وارتفاع معدّلات البطالة والتضخّم في السنوات الأخيرة، وهو ما أدى إلى تراجع شعبية بولسونارو.
ومساء الثلاثاء، عين القاضي ألكسندر دي مورايس رئيساً للمحكمة الانتخابية العليا. ومرايس من الشخصيات التي لا تبعث ارتياحاً لدى بولسونارو، وكان قد أمر بفتح تحقيق بحق الرئيس لنشره معلومات “كاذبة” بشأن النظام الانتخابي.
ولطالما شكّك الرئيس البرازيلي في مصداقية نظام الاقتراع الإلكتروني المستخدم في البلاد منذ العام 1996، مشيراً إلى “الاحتيال”، من دون أن يقدّم أدلة. ويثير موقفه هذا تخوّفاً من أنه لن يعترف بنتائج الانتخابات في حال مني بهزيمة.