ضرب زلزال مدمّر بقوة 7.4 درجات بمقياس “ريختر” جنوبي تركيا فجر اليوم الاثنين، ما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى في مدن تركية وأخرى سورية، وفقاً لمصادر رسمية في البلدين.
أما المركز الألماني لأبحاث علوم الأرض، فقد أعلن أن زلزالاً بلغت قوته 7.7 درجات هزّ تركيا في ساعة مبكرة من صباح اليوم الاثنين.
وذكرت إدارة الطوارئ والكوارث في تركيا أنّ عدد القتلى تجاوز 284 شخصاً، إضافةً إلى مئات المصابين، بعد سقوط نحو ألف مبنى جنوبي البلاد.
وقال وزير الداخلية التركي سليمان صويلو إنّ “تركيا رفعت حالةَ الإنذار إلى المستوى الرابع، وهو ما يشمل تقديم المساعدة الدولية”.
وذكرت وسائل إعلام تركية أنّ الرئيس التركي رجب طيب إردوغان طلب إحاطة عاجلة من مسؤولي المناطق المتضررة في محافظة كهرمان مرعش جنوبي البلاد.
ولحقت أضرار بالمباني، وتجمع الناس في الشوارع المكسوة بالثلوج، وفقاً لصور بثتها محطة “تي آر تي” الحكومية التركية. وتداول مستخدمون في مواقع التواصل الاجتماعي صوراً ومقاطع فيديو تظهر أبنية مهدّمة عقب الزلزال.
ووصلت ارتدادات الزلزال إلى دول أخرى في المنطقة، وشعر بها السكان في سوريا ولبنان والعراق ومصر.
الصحة السورية: 237 وفاة و639 إصابة في حلب وحماة واللاذقية
بدوره، ترّأس الرئيس السوري بشار الأسد اجتماعاً طارئاً لمجلس الوزراء لبحث أضرار الزلزال الذي ضرب البلاد والإجراءات اللازمة له.
وأكّدت وزارة الصحة السورية أنّ عدد ضحايا الزلزال بلغ حتى الآن نحو 237 قتيلاً، إضافةً إلى 639 جريحاً في مدن حلب وحماه واللاذقية.
وأعلن معاون وزير الصحة أحمد ضميرية أنّ هذه الحصيلة غير نهائية نتيجة الزلزال الذي ضرب شمال لواء إسكندرون، مشدداً على أنّ الوزارة رفعت الجاهزية في أقسام إسعاف المشافي في كل المحافظات.
كذلك، استنفرت فرق الاستجابة التي تقوم بنقل الإصابات للمشافي، ولفت ضميرية إلى أنّه تم تطبيق خطة الطوارئ العامة وخطة الإمداد للمستلزمات والأدوية لتزويد الأماكن المتضررة بها.
وأظهرت مقاطع فيديو شوارع العاصمة السورية دمشق ملأى بالسيارات والمواطنين الذين تركوا منازلهم خوفاً من سقوط المباني.
وذكرت وسائل إعلام سورية رسمية أنّ عدداً كبيراً من المباني انهار في محافظة حلب، فيما قال مصدر في الخدمة المدنية في حماه إنّ عدّة مبانٍ انهارت هناك.
سقوط مبانٍ في بيروت
وأكد وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية بسام المولوي أنّه لا مبانٍ منهارة جراء الهزة الأرضية، الناتجة عن الزلزال الذي ضرب تركيا.
وقال مولوي: “الهزة الأرضية مركزها جنوب تركيا بقوة 7.7 درجات على مقياس ريختر شعر بها سكان لبنان وامتدت لأكثر من 40 ثانية بقوة 4.9”.
وأكد “أننا نتابع مع المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي ومديرية الدفاع المدني أضرار الهزة التي ضربت لبنان”، مشدداّ على أنّه “لا مبانٍ مُنهارة ولا يوجد ضحايا، حائط واحد إنهار في منطقة برج حمود”.
بدوره، دعا الأمين العام لـ”الهيئة العليا للإغاثة” اللواء الركن محمد خير، جميع أجهزة وأفراد الخدمات الإنسانية، إلى الجهوزية التامة والالتحاق بمراكزهم، لمواكبة أضرار وتداعيات الهزة الأرضية.
من جهتها، ذكرت صفحة الهيئة اللبنانية للعقارات أنّ أجزاء من إحدى المباني القديمة سقطت في منطقة النبعة شرقي العاصمة بيروت.
وبعد دقائق على الهزة، نزل العديد من سكان بيروت قبل فجر الاثنين إلى الشوارع وسط طقسٍ عاصف وممطر، وارتفعت الأدعية من المساجد.
وذكرت وسائل إعلام محلية أنّ “هزة أرضية قوية شعر بها سكان لبنان مركزها تركيا، وأن الظلام والمطر حالا دون معرفة الأضرار بانتظار الصباح”.
وتضاربت المعلومات فجراً بشأن ما إذا كان ثمة مبانٍ انهارت أو أن أجزاء من هذه المباني سقطت.
وقال مصدر في الدفاع المدني في تصريح صحافي: “طلبنا من المواطنين عدم التوجه نحو المناطق الساحلية، إنما نحو الجبلية، خوفاً من تسونامي، وأعطينا الإرشادات اللازمة لكيفية التصرف أثناء الهزات”.