قال الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، خلال استقباله وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، إنّ “سيطرة الجيش السوري على كامل الحدود أمر ضروري، ويجب احترام سيادة سوريا”.
وأضاف رئيسي أنّه “يجب أنّ يخرج الأميركيون من شرق الفرات في سوريا، وكل المنطقة، وهذا سيكون السبيل الرئيسي لحل أزمات غرب آسيا”.
المقداد: سوريا ترفض التدخلات التركية في شؤونها
وخلال مؤتمر صحافي مشترك بين وزير الخارجية السوري ونظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، قال المقداد إن “أي اعتداء تركي على الأراضي السورية، وإقامة ما يسمى منطقة آمنة، يزعزع الأمن والاستقرار في المنطقة”.
وأردف المقداد: “نحن نرفض سياسات التتريك، والتدخلات التركية في شؤون سوريا، وعلى جميع القوات الأجنبية الموجودة بشكل غير شرعي الخروج من الأراضي السورية”، مؤكداً الارتياح السوري تجاه الجهود التي بذلها أصدقاء سوريا في إيران للخروج ببيان متوازن في قمة أستانة.
وقال الوزير السوري إن “قوات الاحتلال الأميركي تواصل نهب الثروات السورية، بالتعاون مع أدواتها من الميليشيات الانفصالية، وعلى هذه الميليشيات عدم الاستقواء بالأجنبي والعودة إلى الوطن”، متابعاً أنه “على من يرتبطون بالأميركيين عدم إعطاء تركيا أي غطاء لتبرير غزوها للأراضي السوري”.
وصرح المقداد أنّ “العقوبات التي يفرضها الغرب على الدول التي تعارض سياساته تتناقض مع القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة”، مؤكداً أنّ “لدى سوريا مبادرات سياسية ودبلوماسية مختلفة لتحقيق الهدف المتمثل بحل المشاكل في البلاد”.
عبد اللهيان: مباحثات قمة طهران بشأن سوريا كانت في غاية الأهمية
من جهته، قال أمير عبد اللهيان، إن الاجتماع السابع لقمة رؤساء الدول الراعية لمفاوضات السلام السورية بصيغة أستانة، الذي انعقد، أمس الثلاثاء، بطهران، سعى إلى إبعاد التطورات في سوريا عن العسكرة والصراعات المسلحة، ووضعها في مسار الحل السياسي.
وتطلع إلى أنّ تأخذ السلطات التركية بعين الاعتبار النصائح، التي صدرت في القمة، على لسان قادة الدول الثلاث الراعية لمفاوضات أستانة، قائلاً: “وحدة الأراضي واحترام السيادة السورية محط اهتمامنا، كما نؤكد ضرورة حل بعض القضايا العالقة في ما يخص النزاعات الإرهابية داخل سوريا، بالإضافة إلى بعض الهواجس التركية”.
وأضاف أمير عبد اللهيان، خلال المؤتمر الصحافي المشترك مع المقداد: “أود أن أعلن، على امتداد المباحثات خلال القمة أمس، بأننا نشعر بالقلق إزاء التوقعات بشأن دخول القوات التركية إلى الأراضي السورية”.
وذكّر أمير عبد اللهيان بأن “المباحثات التي جرت في قمة طهران بشأن سوريا كانت في غاية الأهمية، سواء على مستوى محادثات قائد الثورة الإسلامية مع إردوغان وبوتين، أو المحادثات الثنائية بين إيران وكل من تركيا وسوريا”.
يذكر أن طهران جمعت، أمس، كلاً من الرؤساء الإيراني إبراهيم رئيسي، والروسي فلاديمير بوتين، والتركي رجب طيب إردوغان، في قمة ثلاثية في العاصمة الإيرانية طهران، لمناقشة سبل التسوية في سوريا.
وجاء في بيان قمة طهران الختامي أنّ “روسيا وإيران وتركيا تدين الهجمات الإسرائيلية المستمرة على سوريا، بما في ذلك الأهداف المدنية”، وأكد “ضرورة مكافحة المخططات الانفصالية، بالإضافة إلى وجوب المحافظة على الهدوء في إدلب، وتنفيذ التوافقات السابقة بشأنها”.
وأعرب البيان الختامي عن رفض الدول المشاركة في القمة للعقوبات الأحادية المفروضة على سوريا، وطالبت المجتمع الدولي بتقديم مساعدات إنسانية ملائمة إلى اللاجئين السوريين من أجل عودتهم إلى أراضيهم.
وفي ختام القمة، وافق الرؤساء على تكليف ممثليهم بالتحضير للاجتماع الدولي الـ19 حول سوريا، بصيغة أستانة، بحلول نهاية عام 2022، حيث تقرر انعقاد القمة الثلاثية القادمة، في روسيا، بدعوة من الرئيس بوتين.