مجلة “التايم” الأميركية تنشر تقريراً تتحدث فيه عن تورّط واشنطن في اعتقال المناضل الجنوب أفريقي نيلسون مانديلا.
ويقول التقرير إنّ “الأمر انتهى بقضاء مانديلا 27 عاماً في السجن لقيادته المؤتمر الوطني الأفريقي (ANC)، الذي عارض سياسات الفصل العنصري التي أبقت سكان جنوب أفريقيا السود منفصلين، غالباً في ظروف غير إنسانية”.
وينقل التقرير عن ريتشارد ستنغل، الكاتب المشارك في تسجيل السيرة الذاتية لمانديلا، عن مقابلة غير منشورة سابقاً سجلها مع مانديلا في عام 1993، يكشف فيها أنّ مانديلا أخبره في ذلك الوقت أنّه سمع أنّ قنصلاً أميركياً له صلات بوكالة الاستخبارات المركزية قد أبلغ سلطات جنوب أفريقيا عن عادات سفر مانديلا.
وفي عام 2017، رفعت وكالة الاستخبارات المركزية السرية عن وثائق تحدّث عنها ستنغل لأول مرة، والتي حددت مانديلا بأنّه “شيوعي محتمل”، وأظهرت أنّ الوكالة كانت تتعقب زعيم حزب المؤتمر الوطني الأفريقي أثناء سفره خارج جنوب أفريقيا.
ويقول ستنغل إنّ التفاصيل مجتمعة تضاف بشكل كبير إلى الأدلة على أنّ وكالة الاستخبارات المركزية كانت تتعقب مانديلا، وساعدت سلطات جنوب أفريقيا في القبض عليه أثناء سفره من ديربان إلى جوهانسبرغ في عام 1962.
من هو نيلسون مانديلا؟
نيلسون مانديلا هو سياسي ومناضل من جنوب أفريقيا وأول رئيس من ذوي البشرة السوداء لها. رفض الظلم وحارب العنصرية وأمضى أكثر من ربع قرن في السجن، وحين خرج حرص على تجاوز الأحقاد المتراكمة من أجل الوئام الوطني.
بدأ رحلته مع السياسة في العشرين من عمره، فانضم عام 1942 إلى حزب المؤتمر الوطني الأفريقي المعارض لسياسة التمييز العنصري، ونشط فيه، وعمل على تحويله إلى حركة جماهيرية تستقطب مختلف الفئات الأفريقية، وكان أحد مؤسسي “اتحاد الشبيبة” بالحزب.
وحين بدأ الحزب ما عُرِفَ “بحملة التحدي” تنقل مانديلا داخل البلاد محرضاً على مقاومة قوانين التمييز العنصري، فصدر حكم بسجنه مع وقف التنفيذ، ومُنِع من مغادرة جوهانسبرغ. وبعد أحداث مذبحة “شاريفيل” سنة 1960 التي أطلق فيها رجال الشرطة النار على المتظاهرين وسقط المئات من القتلى والجرحى، حظرت السلطات نشاطات حزب المؤتمر الوطني الأفريقي كافة، واعتُقِل مانديلا، وبعد الإفراج عنه عام 1961 قاد المقاومة السرية.
حكم عليه بالسجن 5 سنوات، وقبل أن ينهيها صدر عليه حكم بالسجن المؤبد سنة 1964، فكانت بداية رحلة نضال استمرت أكثر من ربع قرن، تحوّل خلالها مانديلا إلى أيقونة للحرية، ورمز للكفاح والنضال.
وبعد الإفراج عنه أعلن وقف الكفاح المسلّح وقاد المفاوضات مع رئيس جنوب أفريقيا لإنهاء التمييز العنصري، فخرجت جنوب أفريقيا من نظام التمييز العنصري وتبنّت دستوراً جديداً تعددياً، وانتخب مانديلا رئيساً لها عام 1994 فكان أول رئيس أسود يحكمها.
وفي عام 1999 قرر التقاعد، فلم يترشح لفترة رئاسية ثانية، واشتغل بالأعمال الخيرية من خلال مؤسسة مانديلا الخيرية، وصندوق نيلسون مانديلا للطفولة.
توفي نيلسون مانديلا في 5 كانون الأول/ديسمبر عام 2013 بجنوب أفريقيا بعد صراع طويل مع المرض، فحضر جنازته عدد كبير من قادة العالم، وأعلنت دول كثيرة الحداد حزناً عليه.