ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم السبت، أنّ “السلطات في إيران نجحت في إطفاء موجة الاحتجاجات، إذ إنّ هناك تراجعاً واضحاً جداً في حجمها وقوتها”، مشيرةً إلى أنّ “الجهود الأميركية لم تنفع”.
وفي وقتٍ سابقٍ اليوم السبت، أفادت وكالة “تسنيم” بتراجع التجمعات الاحتجاجية بنسبة 90% في أغلبية أنحاء إيران، بعد خروج المسيرات الداعمة للنظام.
وقال معلق الشؤون العربية في “القناة الـ12” الإسرائيلية، إيهود يعري: “للأسف الشديد، نجحت السلطات في إيران في وضع بطانية ثقيلة (بمعنى إطفائها) على موجة الاحتجاجات التي شملت مدناً إيرانية، والتي تضمّنت هجمات ضد مراكز حكومية، وهجمات مع زجاجات حارقة ضد قوات الباسيج التي تفرّق التظاهرات”.
وأضاف أن “الأميركيين يبذلون جهوداً من أجل فتح الإنترنت الذي أغلقته السلطات الإيرانية لتعطيل شبكات التواصل الاجتماعي، لكنّ هذا لم يساعد، ونحن نرى تراجعاً واضحاً جداً في حجم التظاهرات وقوتها، وأيضاً في الجانب العنيف منها”.
وأمس الجمعة، قال وزير الداخلية الإيراني، أحمد وحيدي، إن “بعض مواقع التواصل الاجتماعي وجّه أعمال الشغب وأشعل نار المعركة”.
وأوضح الوزير الإيراني أنّ “أجزاء متعددة من أعمال الشغب كانت نتيجة تدريب هذه المواقع”، مؤكداً أنّ الداخلية “وضعت قيوداً موقتة على مواقع التواصل للمحافظة على أمن البلد وأمن الشعب”.
وفي إثر ذلك، أصدرت وزارة الخزانة الأميركية “توجيهات من أجل توسيع نطاق خدمات الإنترنت المتاحة للإيرانيين على رغم العقوبات الأميركية على البلاد”.
طهران: مساعي انتهاك سيادة إيران لن تمرّ من دون رد
وتعليقاً على الإجراءات الأميركية، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، اليوم السبت، إنّ الولايات المتحدة “لطالما سعت لاستهداف أمن إيران واستقرارها، لكنّها فشلت دوماً في ذلك”.
وأضاف كنعاني أن “الولايات المتحدة، من خلال خفض حدة بعض العقوبات المرتبطة بالاتصالات، مع إبقاء ضغوطها القصوى، تسعى بأسلوب منافق لتمرير أهدافها المعادية لإيران”، مؤكّداً أنّ “مساعي انتهاك سيادة طهران لن تمرّ من دون رد”.
بدوره، قال وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان إنّ “مسؤولي الدول المختلفة الذين التقيتهم وصفوا الجمهورية الإسلامية بجزيرة الاستقرار في المنطقة المتلاطمة”.
وفي تغريدةٍ عبر “تويتر”، أضاف عبد اللهيان أنّ “استقرار وصلابة إيران يُستهدفان من المسيئين تحت أي ذريعة”، مشيراً إلى أنّ “بصيرة الشعب الإيراني العظيم معروفة جيداً، ومن دون أدنى شك لن يصل العدو إلى مراده”.
وانطلقت تظاهرات حاشدة في طهران ومدن إيرانية، الجمعة، رافعةً شعارات داعمة للجمهورية الإسلامية، ورافضة لتظاهرات الشغب التي استغلت حادثة وفاة الشابة مهسا أميني، والتي أوقعت قتلى وجرحى في صفوف قوى الأمن والمدنيين.
وكان كنعاني علّق على التدخلات الأميركية والأوروبية في قضية الشابّة الإيرانية، مهسا أميني، قائلاً إنّ “الدول التي لديها تاريخ طويل في إثارة الحروب والتعامل بعنف على صعيد العالم، تفتقر إلى المشروعية لتقديم النصائح إلى الآخرين بشأن حقوق الإنسان”.
وشهدت إيران تظاهرات تنديداً بوفاة الشابة، بينما أعلن محافظ طهران، محسن منصوري، وجود رعايا أجانب بين المعتقلين فيما يتعلق بالاحتجاجات الأخيرة، مضيفاً أنّه “يمكن رؤية آثار تدخل بعض السفارات وأجهزة التجسس الأجنبية بوضوح”.
وأمس الجمعة، قال وزير الداخلية الإيراني، أحمد وحيدي، إنّ “التقارير والشواهد والمعاينات الطبية تؤكد أنّ مهسا أميني لم تتعرض للضرب والإهانة”.
وكانت الشرطة الإيرانية نشرت مقطع فيديو التقطته كاميرات المراقبة يوثّق اللحظات الأخيرة للشابة أميني في مركز الشرطة. وقالت شرطة طهران إنّ اللقطات تُثبت عدم تعرّض أميني، البالغة من العمر 22 عاماً، لأي عنف أو إيذاء جسدي.