يوما بعد يوم تتكشف مفاجآت صادمة في واقعة انتحار الفتاة بسنت خالد بعد تعرضها لابتزاز إلكتروني من خلال فبركة صور خادشة للحياء ونشرها.وفيما انكبت النيابة العامة المصرية على متابعة القضية التي أثارت سخطا كبيرا في مصر، كشفت التحقيقات معلومات للمرة الأولى لا سيما أن الخالة كانت على علم بشراء الفتاة بسنت خالد حبة الغلال السامة برفقة صديقتها.
المتهمان طالبان في الأزهركما أن مصادر أمنية، كشفت بحسب الإعلام المصري أن المتهمين في قضية فبركة الصور وابتزاز المنتحرة بسنت خالد طالبين في الأزهر الشريف، أحدهما طالب جامعي والثاني في الصف الثالث الثانوي، وقاما بتركيب صور بسنت على صور جنسية، علما أنه تم القبض عليهما وعرضهما على النيابة العامة للتحقيق.
وكان الأزهر أصدر بيانا قبل أيام أكد فيه رأي الدين في الواقعة ومرتكبيها.
وقال الأزهر إن مراعاة مشاعر الناس، وحفظ سمعتهم في مجتمعاتهم من الحقوق التي كفلها الإسلام لهم، وتوعد من انتهكها بسوء العاقبة وعظيم الجزاء، مشيرا إلى أن تصنيف واتهام الناس بالباطل والكذب يندرج ضمن المعاصي الكبرى، والجرائم الدنيئة التي لا تنحصر أضرارها على مستوى الأفراد والمجتمعات فقط بل تدلُّ على خبث من اتصفوا بهاوقالت مصادر إن المتهمين لديهما خبرة في تركيب وفبركة الصور والفيديوهات، بالإضافة إلى اختراق الحسابات الشخصية، وإن هناك فتيات كثيرة تعرضن لابتزازات من نفس المتهمين، وستكشف عنها التحقيقات الأيام المقبلة.
النيابة العامة تتحرك وأعلنت النيابة العامة المصرية، الثلاثاء، بدء التحقيقات في واقعة انتحار الفتاة بسنت بعمر 17 عاما بعد تعرضها لابتزاز إلكتروني، وتوقيف المتهمين تمهيدا لاستجوابهما، بحسب بيان نشرته عبر صفحتها في فيسبوك.
وأوضحت النيابة أنه بتاريخ 25 ديسمبر الماضي تلقت بلاغا من والد الضحية بسنت خالد شلبي، يفيد بأنها تناولت قرصا بغاية الانتحار، متأثرة بنشر صور منافية للأخلاق لها في مواقع التواصل الاجتماعي وفي محل إقامتها بكفر الزيات.
وفي اليوم التالي، تم الإبلاغ عن حصول الوفاة.
ولدى سؤال النيابة العامة عن ملابسات الواقعة، أجاب والد الضحية، خالد، أن “اثنين اخترقا هاتف بسنت واستحصلا منه على صور شخصية لها، وقاما بتركيبها على جسد فتاة عارية ونشرها بسبب رفضها ممارسة الجنس معهما”.
وكشفت النيابة أنه بعد ورود معلومات عن استخدام الشخصين اللذين اتهمهما والد المتوفاة صورها الشخصية وابتزازها بها، تم إيقاف المتهمين على أن يمثلا أمامها للاستجواب.
وقدمت شقيقة بسنت للنيابة العامة هاتف الضحية ورسالة كتبتها قبيل إقدامها على الانتحار، كتبت فيها أن الصور لا تخصها.
وعن مصدر القرص المتسبب بالوفاة، أقرت خالة الفتاة أنها كانت تعلم بشراء بسنت لهذه المادة برفقة إحدى صديقاتها الأسبوع الماضي، دون تبيان نوعه.
كما عاينت النيابة العامة منزل الضحية، وكذلك كلفت الطبيب الشرعي بتشريح الجثة، للتأكد من سبب الوفاة.
الأستاذ شريك في الجريمة
وفجر سليمان شلبي، عم بسنت شلبي، مفاجأة جديدة. وقال في مقابلة مع ” العربية.نت”، إن معلما يقوم بتدريس ابنة شقيقه شريك مع الشابين المتهمين في الجريمة، حيث سخر منها وتنمر عليها بعد نشر الصور المفبركة أمام زملائها، ما أدى لسوء حالتها النفسية ودفعها للانتحار.
وأضاف أن المعلم يعد فاعلا أساسيا وأصليا في الجريمة، ولم يقم بدوره التربوي في احتواء الفتاة وحمايتها ودعمها نفسيا، بل زاد من أزمتها وأصابها بالاكتئاب والإحباط ودفعها لإنهاء حياتها.
وكشف أن ابنة شقيقه لم تخبر أسرتها بالأمر وظلت تصارع الشائعات بمفردها حرصا على عدم تسرب الخبر لوالدتها التي كانت تعاني من جلطة أثرت على حركتها.
وكانت الطالبة بسنت انتحرت بتناول حبوب الغلة السامة، بعد أن تعرضت لضغوط نفسية وتركت رسالة قالت فيها “ماما أرجو أن تفهميني، دي صور مركبة.. والله العظيم وقسمًا بالله دي ما أنا.. أنا يا ماما مش البنت دي.. أنا يا ماما جالي اكتئاب بجد.. أنا مش قادرة أنا بخنق..أنا تعبت”.
وفاة الجد حزنا على بسنت
المصائب لا تأتي فرادى.. فقد تلقت أسرة فتاة الغربية المنتحرة صدمة جديدة حيث توفي مساء الثلاثاء جد الفتاة وتم دفن جثمانه بجوارها.
وشيع أهالي قرية كفر يعقوب التابعة لمدينة كفر الزيات محافظة الغربية مساء الثلاثاء جد الطالبة بسنت خالد شلبي ضحية الابتزاز الإلكتروني، وذلك بعد 3 أيام من انتحارها إثر تناول حبة الغلة.وأصيب الجد سليمان شلبي وهو عم والد الفتاة بوعكة صحية، وساءت حالته بعد واقعة انتحار ودفن حفيدته مساء السبت الماضي، ليتوفى الثلاثاء ويشيع الأهالي جثمانه في جنازة مهيبة ويتم دفن جثمانه بجوارها.
وتركز مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام منذ أيام على خبر انتحار الفتاة بعد قيام شاب بـ”تركيب صور مخلة لها ونشرها”، لأنها رفضت مواعدته، بعدما تحولت إلى قضية عامة.وانتشر على نطاق واسع وسم “حق بسنت لازم يرجع” حيث عبر العديد عن غضبهم لترك الفتاة في هذه الحالة النفسية، وألقوا باللائمة على أهلها.