في الوقت الذي يعيش فيه أطفال تونس في هذه الفترة أوضاعا صحية ونفسية صعبة نتيجة تفشي فيروس كورونا بنسق تصاعدي غير مسبق في المؤسسات التربوية. وفي الوقت الذي يعيشها العائلات التونسية خوفا عن مستقبل ابنائهم وصحتهم في هذا الوقت الحساس والصعب، يصدم الأولياء والتلاميذ بظهور خطر جديد يهددهم فيما بات يعرف “بظاهرة الحقن الغريبة” كان ضحيتها عدد من التلاميذ والتلميذات في محيط عدد من المؤسسات التربوية التونسية من قبل أشخاص مجهولين.
وذكر أنّ تلميذات يدرسن بمؤسسات تربوية في ولايات مختلفة، تعرّضن خلال الأسبوعين الماضيين إلى عمليات حقن بمواد غير معلومة، وقد سجلت 7 حالات لتلاميذ بالمرحلة الإبتدائية لحد اليوم تتراوح أعمارهم بين 8 و 11 سن، تعرضوا إلى الحقن من قبل أشخاص غرباء عن المحيط المدرسي بـ 5 ولايات من كامل التراب التونسي وهي في كل من ولاية تونس “3 فتيات”، توزر “فتاة” ، قفصة “فتاة”، المهدية “فتاة” وسوسة “طفل”.
مع محاولة اخرى يوم السبت الفارط أمام مدرسة بجهة المدينة الجديدة من ولاية بن عروس التونسية باءت بالفشل بعد مقاومة طفلة وتمكنها من النجاة والهروب.كد تقرير متابعة مندوبي حماية الطفولة، بكل من تونس وقفصة وتوزر والمهدية وسوسة، بخصوص حوادث تعرض تلميذات للحقن بمادة غير معلومة ، أنّ هذه الحوادث تعرّضت خلالها 7 فتيات قاصرات في واقعات منفصلة من طرف مجهولين، وتعكّر حالتهن الصحية ونقلهنّ إلى المستشفى لإجراء الفحوصات اللازمة.
ووفق ما أكده مهيار حمادي المندوب العام لحماية الطفولة بتونس، أنه تم رفع عيّنات للتحاليل المخبرية من أجل التأكد من سلامة هؤلاء الأطفال وأن وضعهم الصحي مستقر.
وقد أظهرت النتائج الأولية للتحاليل المخبرية المجراة على التلاميذ الذين تعرضوا للحقن بمادة مجهولة من طرف غرباء في المحيط المدرسي، عدم وجود أي مادة مشبوهة أو خطرة في أجسادهم، وفق ما صرح به، الأحد، المندوب العام لحماية الطفولة.
وبين أن استقرار الوضع الصحي للأطفال ضحايا الحقن المجهولة لا يعطي صورة نهائية عن حالاتهم قبل صدور التحاليل المركزية، كما أكد أن آجال صدور النتائج النهائية لهذه التحاليل المخبرية تتراوح بين 15 يوما وشهر من رفعها، مبينا أنه لا يمكن الكشف عن مدى تأثير الحقن المجهولة على صحة التلاميذ والتأكد من استخدام مادة مشبوهة من عدمه إلا بعد صدور التقرير النهائي لاختبارات الطب الشرعي.
مؤكدا في المقابل أن مندوبي حماية الطفولة يتابعون مع المحاكم جميع القضايا ولم يقع إلى حد اللحظة الكشف عن الضالعين في ارتكاب هذه الانتهاكات.
وأفاد المندوب الجهوي أن الإدارة الفرعية للوقاية الاجتماعية بإدارة الشرطة العدلية التي تعهدت بهذا الملف بالتعاون مع السلط الأمنية في الولايات المعنية، وقد كاشف عن تراجع تلميذة بقفصة عن تصريحاتها السابقة بخصوص تعرضها للحقن، مقرة بأن روايتها زائفة واستنبطتها من وحي الخيال ومن نشرات الأخبار.
و من جهة أخرى دعت المنظّمة الدّولية لحماية أطفال المتوسّط الوزارات المعنية، إلى التحقيق في ظاهرة حقن عدد من التلاميذ بمادة مجهولة، وصفتها بـ”الخطيرة”، مطالبة باطلاع الرأي العام عن نتيجة تحقيقاتها وتقديم المجرمين إلى العدالة في أسرع وقت وطمأنة الأولياء وفق بيان لها.
وطالبت، وفق نفس البيان، الجهات المعنية بتقديم الإحاطة النفسية للتلاميذ ضحية هذا “الإجرام”، ومزيد التعاون والعمل بتكامل لحماية التلاميذ من هذا العمل “الإجرامي المدبر” الذي يستهدف أطفال تونس واتّخاذ الإجراءات المستعجلة الكفيلة بحماية التلاميذ داخل وخارج المؤسسات التربوية معتبرة أن صحّة التلاميذ وأمنهم خط أحمر.
ودعت الأولياء إلى ضرورة التحاور مع أبنائهم وتوعيتهم بمخاطر الشارع ومخاطر المكوث أمام المؤسسات التربوية، وتعليمهم أبجديات الحماية الذاتية والتوقي وخاصة عدم الاختلاط والدخول في حوار مع الغرباء.
منوهة في الوقت نفسه بضرورة أن يُعلم الأطفال عائلاتهم بكل ما يحصل لهم خلال اليوم.
والجدير بالذكر أن وزارة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السن، نشرت يوم الخميس الموافق لـ 20 يناير 2022، أنها تلقّت تقريرًا من المندوب العام لحماية الطفولة حول نتائج المتابعة اليومية بخصوص هذه الحالات، مؤكدة استماع مندوبي حماية الطفولة بالولايات المعنيّة للفتيات المعنيّات “ومتابعة أوضاعهن الصحيّة وتأمين المتابعة النفسية لهنّ والتنسيق الفوري في كلّ مرّة مع الجهات القضائيّة و الأمنية المتعهدة بالملف وسائر الهياكل المتدخّلة لحماية الطفولة”.
وأكدت وزيرة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السن، أنّ “الإشعارات الأخيرة التي تلقاها مندوبو حماية الطفولة بخصوص حقن قاصرات خطيرة وتحظى بمتابعة خاصة باعتبار فظاعة التهديدات المشار إليها بالإشعارات ذات العلاقة، مع التعهد المباشر بالوضعيّة النفسيّة للفتيات المعنيّات في انتظار ما ستكشف عنه الأبحاث التي تمّ فتحها للغرض” وفق البيان.
في 4 يناير 2022، بخصوص حادثة ولاية توزر، فقد تعرضت طفلة تبلغ 8 سنوات إلى الحقن من قبل امرأة مجهولة “بعد استدراجها من أمام المدرسة”. وتم نقل الطفلة في 5 يناير الجاري، إلى المستشفى بعد تعكر حالتها الصحية حيث تم أخذ عينات مخبرية لمعرفة المادة التي تم حقن الطفلة بها. كما تم عرض الطفله على أخصائي نفسي، وفق من صرح به مندوب حماية الطفولة بولاية توزر فهمي الرابحي.
فيما قالت والدة التلميذة، في تصريح لإذاعة “ديوان أف أم”، الجمعة 7 يناير 2022، إن “المرأة المجهولة قامت بنقل ابنتها إلى ركن في المدرسة وهددتها بالقتل في حال تكلمت أو صرخت، ثم قامت بحقنها على مستوى ساعدها”، مضيفة أن ابنتها عند عودتها للمنزل أعلمتها بأنها تلقت التلقيح ضد فيروس كورونا، فاستغربت لأن المدرسة لم تبلغها بعملية التلقيح باعتبار أنه من الضروري أن يوقع والديها على الموافقة قبل تلقي ابنتهما التلقيح.
وتابعت قائلة أنها قامت بتفقّد يد ابنتها لتجدها متضررة وكأنها تعرضت للعنف، فقام والدها في اليوم الموالي بمرافقتها للمدرسة للتثبت إن كانت تلقت التلقيح بالفعل في المدرسة أم لا، لتنفي مديرة المدرسة ذلك تمامًا، مشيرة إلى أنها تقدمت بشكاية في الغرض لدى الشرطة العدلية بتوزر، كما قامت بنقل ابنتها للطبيب وإجراء التحاليل اللازمة لها في انتظار صدور نتائج الأبحاث، مشيرة إلى أن حالتها الصحية مستقرة، في حين أن حالتها النفسية متدهورة، وفق تعبيرها.
وقد أكد مساعد وكيل الجمهورية والناطق الرسمي باسم المحكمة الابتدائية بتوزر نزار إسكندر، أن النيابة العمومية أذنت بفتح تحقيق في الغرض.
المصدر: أخبار الآن