أوقف رئيس الوزراء الليبي عبد الحميد دبيبة وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مؤقتا بعد الكشف عن لقاء غير رسمي مع نظيرها الإسرائيلي في روما.
وأثار اللقاء، الذي عقد دون اعتراف دبلوماسي بين البلدين، احتجاجات في عدة مدن ليبية. ولوح المتظاهرون في طرابلس ومناطق أخرى بالأعلام الفلسطينية، وأغلقوا الطرق، وأعربوا عن معارضتهم لأي شكل من أشكال التطبيع مع إسرائيل.
وأعلن رئيس الوزراء الدبيبة، مساء الأحد، الإيقاف، مؤكدا أنه سيتم إجراء تحقيق إداري من قبل لجنة برئاسة وزير العدل لمعالجة الأمر. ويأتي القرار وسط مخاوف بشأن تأثير الخلاف على الاستقرار الداخلي في ليبيا.
وبينما وصفت وزارة الخارجية الليبية اللقاء بأنه حدث غير مقصود وغير رسمي، أشادت وزارة الخارجية الإسرائيلية به ووصفته بأنه حدث دبلوماسي تاريخي. ووصف وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين اللقاء مع وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش بأنه “الخطوة الأولى” نحو إقامة العلاقات بين البلدين.
وبحسب ما ورد تطرقت المناقشات إلى مجموعة من المواضيع، بما في ذلك إمكانية التعاون في مجالات مثل الحفاظ على التراث الثقافي، وتجديد الكنيس، والزراعة، وإدارة المياه.
وقد سلطت ردود الفعل على الاجتماع الضوء على التعقيدات المستمرة المحيطة بعلاقات إسرائيل مع جيرانها العرب. وعلى الرغم من أن إسرائيل أقامت علاقات دبلوماسية مع بعض الدول العربية من خلال اتفاقيات توسطت فيها الولايات المتحدة، فإن هذا الحادث يسلط الضوء على المشاعر العميقة والالتزام العاطفي بالقضية الفلسطينية التي لا تزال سائدة في أجزاء من العالم العربي.
وأعرب المجلس الرئاسي الليبي، وهو هيئة تتمتع جزئيا بسلطات تنفيذية، عن قلقه إزاء الحادث، مؤكدا أنه يتعارض مع السياسة الخارجية الليبية والقيم الوطنية الأساسية. تتمتع ليبيا بتراث يهودي تاريخي، لكن عقودًا من الحكم في عهد معمر القذافي أدت إلى طرد الجاليات اليهودية وتدمير المعابد اليهودية.
ومع استمرار ظهور تداعيات هذا الاجتماع، يراقب المراقبون الإقليميون والدوليون عن كثب التداعيات على الاستقرار الداخلي في ليبيا وعلاقاتها الخارجية، فضلاً عن الديناميكيات الأوسع في السياق العربي الإسرائيلي.