الحسن الثاني بن محمد بن يوسف بن الحسن بن محمد بن عبد الرحمن بن هشام بن محمد بن عبد الله الخطيب بن إسماعيل بن الشريف بن علي بن محمد بن علي بن يوسف بن علي بن الحسن بن محمد بن الحسن الداخل بن قاسم بن محمد بن أبي القاسم بن محمد بن الحسن بن عبد الله بن محمد بن عرفة بن الحسن بن أبي بكر بن علي بن الحسن بن أحمد بن إسماعيل بن القاسم بن محمد النفس الزكية بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب بن عبدالمطلب بن هاشم.
ولد الحسن الثاني بالقصر السلطاني في الرباط بين الظهر والعصر يوم الثلاثاء 1 صفر سنة 1348 هـ / 9 يوليو 1929.
فهو الابن الأكبر لجلالة السلطان محمد الخامس من زوجته الثانية عبلة بنت الطاهر، تلقى تعليمه بالرباط وحصل على شهادة القانون من جامعة بوردو في فرنسا.
عُرف بالنباهة منذ الصغر، إذ حضر ولم يتجاوز بعد سن الرابعة عشرة اللقاء التاريخي بين والده والرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت ورئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل في الدار البيضاء عام 1943.
نفي مع والده محمد الخامس من طرف الاستعمار إلى كل من كورسيكا ومدغشقر وهذا ما ألهب شرارة انتفاضة شعبية كبرى خاصة بعد تعيين الاستعمار ابن عرفة ملكاً على المغرب والذي نجا من محاولة اغتيال من طرف أحد المقاومين يدعى علال بن عبد الله وسميت هذه الفترة ثورة الملك والشعب وكان الحسن الثاني هو الذي يحرر المراسلات وترجمة الرسائل لوالده في المنفى، عاد برفقة والده إلى المغرب في 16 نونبر 1955 وشارك في مفاوضات الاستقلال التي أجريت في فبراير 1956.
عينه والده في فبراير 1956 رئيساً لأركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية وأشرف على وضع النواة الأولى وبناء الجيش المغربي بالتعاون مع الفرنسيين.
أسند له والده ولاية العهد بموجب ظهير شريف صدر في 6 يوليوز 1957 وأدى القسم بين يديه في 9 يوليوز 1957 في حفل تنصيب رسمي في القصر الملكي بالرباط، وعمل بعدها مستشاراً سياسياً لوالده، وفي 26 ماي 1960 شكل الملك محمد الخامس حكومة برئاسته، وعينه فيها نائباً لرئيس الحكومة ووزيراً للدفاع وفوضه بممارسة السلطة الحكومية.
في سنة 1961 تولى الحسن الثاني حكم المغرب بعد وفاة والده محمد الخامس، تعرض الحسن الثاني للعديد من محاولات الاغتيال في الـ38 سنة التي قضاها في الحكم، وكانت محاولة “الصخيرات” 1971 ومن بعدها محاولة “القنيطرة” 1972 من أبرز ما واجهه الملك الحسن.
في عام 1971 وأثناء حفل الذكرى الـ42 لميلاد الحسن الثاني ببلدة الصخيرات الواقعة قرب الرباط العاصمة، هاجم 1400 جندي الحفل مخلفين 100 ضحية من بينهم سفير بلجيكا في المغرب، كما جرح أكثر من 200. ونجا الملك الحسن عندما اختفى في أحد جوانب المكان، وقد سحقت قواته الموالية المتمردين في الساعات نفسها التي تلت الهجوم. وبعد أقل من سنة من محاولة الصخيرات وعند رجوع الملك من زيارة لفرنسا، تعرضت طائرته لهجوم من أربع طائرات مقاتلة من نوع إف-5 في محاولة اغتيال من تدبير انقلابي تزعمه محمد أوفقير ونفذه طيارو القوات الجوية المغربية، فهبطت طائرة الملك اضطراريا في مطار الرباط سلا مما دفع المقاتلات إلى قصف المطار ولم يتوقف القصف إلا بعد أن قام الملك بالإعلان عبر طياره محمد القباج أنه قد مات وأن محاولة اغتياله نجحت. وما أن توقف القصف حتى شملت الاعتقالات جميع الانقلابيين على رأسهم محمد أوفقير وزير الداخلية يومئذ لاتهامه بالضلوع في هذه المحاولة الانقلابية المعروفة ب محاولة انقلاب أوفقير.
عرفت فترة حكمه بسنوات الرصاص حيث قمع المعارضة وخرق حقوق الإنسان والعديد من الاغتيالات والمجازر خصوصا خلال قمع انتفاضة الريف وحرب الصحراء ومجازر البيضاء وفاس. ويرجع إليه الفضل في سياسة بناء السدود التي استطاع بها توفير الاكتفاء الذاتي من المياه والفلاحة.
توفي الملك الحسن الثاني يوم الجمعة 9 ربيع الآخر سنة 1420 هـ / 23 يوليو 1999م إثر نوبة قلبية لينتقل العرش دستورياً إلى الابن الأكبر سناً وهو الأمير مولاي محمد، وفي اليوم الموافق ليوم وفاته 9 ربيع الآخر من كل سنة يزور الملك محمد السادس قبر والده الملك الحسن الثاني ويترأس حفلاً دينياً إحياءً لذكرى وفاته.