المَهْدِي ابنُ بَرَكَة وينطق شعبيا: مَهدي بِنبَرْكَة ولد في يناير 1920 بالرباط في المغرب.اختفى في 29 أكتوبر 1965 في فونتني لو فيكونت شمال فرنسا، وكان من السياسيين المغاربة، وأكبر معارض اشتراكي للملك الحسن الثاني وزعيم حركة العالم الثالث والوحدة الأفريقية.
في 11 يناير 1944 قدّم مع آخرين إلى الملك محمد الخامس ما عرف فيما بعد بوثيقة الاستقلال وهي وثيقة تاريخية تطالب باستقلال المغرب قدمها مجموعة من مثقفي المغرب وكان من بين أصغر الموقعين عليها آنذاك بعد عبد الرحيم بوعبيد، وكان عمره 24 عام، ولقد اعتقل عامًا على إثر تقديمه تلك الوثيقة.
في عام 1945 صار رئيساً لحزب الاستقلال المغربي وهو الحزب الأكبر في المغرب والذي قاد الحركة النضالية من أجل الاستقلال في المغرب.
قاد الحزب ليصدر الجريدة التي ستصير جريدة الاستقلال الأولى في المغرب وهي جريدة العلم
في عام 1948 سافر إلى باريس لتقديم تقرير عن أوضاع حقوق الإنسان بالمغرب إلى الجمعية العمومية للأمم المتحدة المنعقدة بقصر شايو بالعاصمة الفرنسية وكان من جدول أعمالها إعداد تصريح حول حقوق الإنسان.
أقلقت حيوية المهدي الاحتلال الفرنسي الذي قرر اعتقاله مجددا عام 1951 ونفيه إلى الصحراء جنوب البلاد، ووحدها زوجته من كانت تزوره مرتين في السنة، وكانت تحتاج إلى يومين كاملين لتصل إليه، بحسب ما حكاه ابنهما البشير.
أكتوبر 1954 أطلق سراحه حيث شرع في إعادة تنظيم حزب الاستقلال على أساس تمثين العلاقات مع قيادة النقابة وحركة المقاومة المسلحة التي أصبحت واقعًا سياسيًا بمجرد خلع الملك في غشت 1953.
أكتوبر 1955 كان عضوًا في وفد حزب الاستقلال المشارك في مشاورات إيكس ليبان.
نونبر 1955 أشرف على إعداد المليشيا الشعبية التي ضمنت الأمن وسهرت على النظام في هذه الحقبة التي عاد فيها محمد الخامس مظفرا إلى شعبه.
16 نونبر 1956 انتخب رئيسًا للمجلس الوطني الاستشاري. وكان المحرك الأساسي للقوى الحية المنظمة في المغرب السنوات الأولى للاستقلال.
صيف 1957 أشرف على مشروع بناء طريق الوحدة بمشاركة إثنى عشر ألفًا من المتطوعين الشباب.
يوم 25 يناير 1959 قدم استقالته من اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال ليكون حرا يشارك بفعالية في التحولات السياسية التي تمخض عنها ظهور حزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية كقوة سياسية تهدف إلى استمرار روح المقاومة الوطنية في ضمير الجماهير وقواها الحية.
أبريل 1959 انتهت مهام المجلس الوطني الاستشاري ولن تجري الانتخابات البرلمانية إلا في ماي 1963 وهكذا ستبقى الحياة النيابية منعدمة في المغرب.
6 سبتمبر 1959 انعقد المؤتمر التأسيسي للاتحاد الوطني للقوات الشعبية بالدار البيضاء الذي سيصير (الاتحاد الوطني للقوات الشعبية لا زال موجودًا. الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية انفصل عنه فقط) بعد 15 سنة (15 سبتمبر 1974) الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.
أكتوبر 1959 قام بجولة إلى الصين والهند ومصر ولبنان وفرنسا وإسبانيا.
ظهر الجمعة 16 نونبر 1962 تعرض لمحاولة اغتيال قرب بوزنيقة بعد ونظرا للجروح الخطيرة التي أصابته في ثلاث فقرات عنقية فقد اضطر للسفر إلى ألمانيا وتم استبعاده هكذا من معركة مقاطعة استفتاء 7 ديسمبر 1962.
17 ماي 1963 فاز بمقعد بالبرلمان نيابة عن دائرة يعقوب المنصور الحي الشعبي الكبير بالعاصمة، وأظهر مقدرة عالية في قيادة الحملة الانتخابية التي عرفها المغرب بمناسبة إجراء أول اقتراع عام بعد مرور أكثر من سبع سنوات على الاعتراف بالاستقلال.
يوم 15 يونيو 1963 بعد شهر تأكد للجميع أن الممارسة الديمقراطية السليمة تواجه آفاق مظلمة نظرا للمواقع الخطيرة التي يحتلها خصوم الديمقراطية في أجهزة المملكة، ولهذا قرر المهدي بن بركة مغادرة المغرب.
جويلية 1963 صدر حكم غيابي بالإعدام في حقه بعد اتهامه بالمشاركة فيما سمي ب “مؤامرة ومحاولة اغتيال الملك” وهو في الخارج.
صيف 1963 توالت مبادرات المهدي بن بركة في اتجاه تطويق التناقضات بين العواصم العربية التي تحكمها أنظمة تقدمية.
صيف 1963 كان مشغولًا بمشروعين:
العودة إلى أرض الوطن على أساس وعود بإجراء انفتاح ديمقراطي. إعداد مؤتمر القارات الثلاث بمدينة هافانا في يناير 1966. بالإضافة إلى مهامه الوطنية كانت له عدة مبادرات على صعيد تقوية التضامن ما بين حركات التحرر بالقارات الثلاث.
29 أكتوبر 1965 على الساعة 12 و30 د تعرض للمهدي بن بركة بالحي اللاتيني بالعاصمة الفرنسية شرطيان فرنسيان قادوه لفيلا بضواحي باريس متسببين أنه سيلتقي شخصية مهمة يومين بعد ذلك أعلن أخو بن بركة عن اختفاؤه لدى الشرطة الفرنسية التي أنكرت آنذاك ضلوعها في القضية.
حسب المعلومات المتوفرة في 2006 تمت متابعته من طرف الموساد الإسرائيلي وسي آي آيه اللتان كانتا تخبران كل من الرباط وباريس. تعتبر قضيته رمز الحقبة المظلمة تحت حكم الملك الحسن الثاني، ولطالما جمدت العلاقات الثنائية بين فرنسا والمغرب.
يثير تمسك الأطراف المعنية بقضية المهدي بن بركة، مؤسس اليسار المغربي الحديث، بإخفاء حقيقة اختطافه واغتياله، الكثير من الاستغراب لدى المراقبين.