زعيمة بنت سليمان باشا بن عبد الله ابن يَحيى البارُونِيَّة.هي ابنة الزعيم والشاعر الليبي الشيخِ سُـليمان باشـا البارونِي أحدِ قادة النهضة الإسلامية الحديثة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. تتلمذت على يديه وعاشت معه سنوات الجهاد وصعابها وسنوات البعد والألم في المنفي في الهند إلى أن عادت إلى أرض الوطن في أواخر الأربعينات.
وُلِدَتْ في جادو إحدى قرى جبل نفوسة بليبيا، وتلقَّتْ دراسَتَها الابتدائية في استنبول بتركيا، ثُمَّ أكملت دراستها باللغة العربية بعد العودة من تركيا وأثناءَ تَنَقُّلاتِهَا مع والدها بين الأقطار العربية، وبعد وفاةِ والدها سنة 1359 هـ / 1940م انتقلتْ مع إخوتِهَا مِنْ عُمان إلى ليبيا، واستقرَّ بِهِمُ المقام بطرابلس.
عُيِّنَتْ في سنة 1370هـ / 1950م مُدَرِّسَةً في المرحلة الابتدائية، ثُمَّ تَقَـلَّبَتْ فِي الوظائف التـربوية، فاشتغلتْ مُفَتِّشَةً، فنائبةً لِمُديرة دار المعلّمات، فرئيسةً لِمَكْتَبِ مَحْوِ الأُمِّـيَّةِ، وكانت من الأعضـاء المؤسسين لِجَمْعيّة النهضة النسائية فِي طرابلس سنة 1378هـ / 1958م.
امتازت بأسلوبِهَا القَصَصِيّ الشَّيِّق الْخَفيفِ الرُّوح، كما امتازت بالرُّوح الفِدائية التي وَرِثَتْهَا عن والدِهَا الْمُجَاهِد، وقد تَرَكَّزَ إنتاجُها الأدبِيُّ حول هـذا الْمِحْوَرِ، كما يبدو ذلك واضحًا من قائمة آثارها، وتُعَدُّ كتاباتُها أوثقَ مصدرٍ عن حياة والدها؛ لِطُولِ ملازمتها إيّاه في حِلِّهِ وتَرْحَالِه.
لَهَا أختٌ واحدةٌ هي عزيزة، تزوّجها ابنُ عمّها السيدُ عمر أحمد البارونِي، ولَهَا أخوانِ؛ سعيدٌ أحدُ العسكريّين الكبار في أوائل القرن العشرين من الميلاد. وإبراهيمُ الأديبُ الْمُجَاهد الذي ورثَ خِلالَ والده من ذكاءٍ وفطنةٍ وطموحٍ. أما زَعيمة فقد « اختارتْ لنفسِهَا حياةَ الانقطاع والفناءِ في مبدأ الْمُفَاداةِ لدينها ووطنها عن الحياة الزوجيّة التي تُقَيِّدُها بِحُقوقِ الزوج عن كثيرٍ من الأعمال والخدمات العموميّة ».
مِمَّا يُؤْثَرُ عنها – في هذا الباب – أنَّها قالت في شأن القيام بأبناء أخيها إبراهيم ما مُؤَدَّاه: « إنّي أُعَاهِدُ الله أنْ أبذلَ جهدي في تنشئة أبناء أخي إبراهيم التنشئةَ القويْمَةَ التي أرادها لَهُمْ جَدُّهُمُ المرحوم الوالدُ الباشا، ولو كَلَّفني ذلك إلى آخِرِ قطرَةٍ من دمي ».
عاشت حياةَ طُهْرٍ وعفافٍ، وكانت مَثَلاً يُحْتَذَى به للبنت الطاهرة الوَقورة، والمربّية الفاضلة الحكيمة.
امرأة ناضجة ومثقفة، تشارك بفاعلية واضحة في الحياة الاجتماعية والثقافية الوطنية، تكتب المقال والقصة تحت اسم (بنت الوطن). السيدة زعيمة الباروني تعتبر واحدة ليس فقط من رائدات العمل النسائي بل هي رائدة في كتابة القصة القصيرة في ليبيا ومجموعتها (من القصص القومي) التي صدرت سنة 1958 تعتبر ثاني مجموعة قصصية تصدر في ليبيا بعد مجموعة (نفوس حائرة) لعبد القادر أبو هروس سنة 1957. ويتشكل المناخ العام لقصص زعيمة الباروني من حواديث الجدات وقصصهن للأحفاد، وما يتسامر به الناس في مجالسهم الشعبية عن نضال الأجداد وجهادهم.
شارَكَتْ في عدة مؤتَمَراتٍ منها
مؤتَمَر الْمَـرْأة الأفـروآسيوية القاهرة بالقاهرة سنة 1380هـ/ 1960 م.
مؤتَمَر الكُتّاب والأدباء الليبيين المنعقد بنغازي ببنغازي في 1393هـ / 1973 م.
وتقديرا للدور الذي لعبته ولا تزال المرأة الليبية في كافة مناحي الحياة فقد قررت لجنة الجائزة( عراجين أوراق في الثقافة الليبية ) تسمية الدورة الأولى باسم الكاتبة والمبدعة الليبية الكبيرة زعيمة الباروني تقديرا لإسهامها في مجال الكتابة الإبداعية والتاريخية والاجتماعية.