تقع مدينة القصر الكبير في الشمال الغربي للمملكة المغربية عند واد متسع، على ضفاف نهر اللوكوس الذي يحيط بها من جهتي الغرب والجنوب، متوسطة بذلك منطقة فسيحة تعرف بحوض اللوكوس. ونظراً لقربها الجغرافي من المحيط الأطلسي (30 كلم)، ومن البحر الأبيض المتوسط (90 كلم) فهي تخضع لمناخ متوسطي تخترقه مؤثرات أطلسية شديد الشبه بنظيره الذي يهيمن على جهات متعددة في الجنوب الغربي من شبه الجزيرة الايبيرية. ويتميز فصل الصيف فيها بارتفاع درجات الحرارة التي تسهم في تلطيفها أحياناً المؤثرات الاطلنتية. تبعد مدينة القصر الكبير عن العاصمة الرباط بحوالي 143 كلم. كما تبعد عن فاس ب 137 كلم وعن طنجة ب 84 كلم متوسطة بذلك أهم المراكز الحضرية بالنصف الشمالي من المملكة.
يبلغ عمر Grand Palais (القصر الكبير) اليوم أكثر من 100 سنة، حدثت الكثير من الأشياء خلال قرن من الزمان! يمكنك تخصيص بعض الوقت لتتبع حياة هذا النصب خلال القرن ال20 في الجدول الزمني أدناه:
يشهد أكثر من 40 حدث سنويا
– 2 مليون زائر سنويا
– المساحة الإجمالية 72.000 متر مربع
– منطقة الأرض في صحن الكنيسة 13.500 متر مربع، مع أكبر سقف زجاجي في أوروبا
– 6000 طن من الصلب في بناء صحن الكنيسة: يحتوي على صلب أكثر من Eiffel Tower (برج إيفل ) كله، ويستخدم 60 طنا من ” “mignonette “مينيونيت” الطلاء الأخضر
– 200.000 طن من الحجر
اشتهرت مدينة القصر الكبير تاريخيا بمعركة وادي المخازن (سنة 986 هـ الموافق 1578 م)، أو معركة الملوك الثلاثة والتي انتصر فيها المغرب على الاجتياح البرتغالي. ويعتمد اقتصاد المدينة على الزراعة والتجارة، وذلك بفضل المجهودات التي بدلها أبناء المدينة في تحسين ظروف عيشهم. وتعتبر المدينة مركزا لجماعة الدعوة والتبليغ والتي قادها البشير اليونسي الذي كان له الفضل في الدعوة إلى الله في هذه المدينة وفي سائر مدن المغرب، والتي انبثقت بعدها عدد من الجمعيات الإسلامية. وبفضل تشييد سد واد المخازن فقد تراجعت مخاطر الفياضانات بشكل كبير، وبالمقابل فقد ساهم انحسار مياه الفياضانات في تضاعف حجم المساحات الصالحة للزراعة، والتي زودت بنظام هيدروليكي متطور للسقي، تزامنا مع استحداث مكتب جهوي للاستثمار الفلاحي بالقصر الكبير في أبريل 1975.
لقد بني سد واد المخازن بضواحي مدينة القصر الكبير في عهد الملك الراحل الحسن الثاني وقد أبى جلالته إلا أن يطلق عليه اسم معركة واد المخازن الشهيرة والتي حقق فيها أبناء المنطقة نصرا تاريخيا رفقة الكتائب النظامية لجيش الملك عبد الملك السعدي وكان قد دشن هدا السد العظيم في جو مهيب حضره وزراء خارجية الدول الإسلامية والأمين العام للمؤتمر الإسلامي وعدد كبير من الشخصيات الإسلامية وممثلين عن الصحافة الدولية ومئات الآلاف من أبناء الشعب المغربي الدين حجوا إلى مدينة القصر الكبير لحضور هدا الحدث التاريخي. وقد ألقى الملك في حضرتهم خطابا تاريخيا حمد فيه الله سبحانه وتعالى وشكره على نعمته السابقة وعطائه الوافر. ثم توجه جلالته بالشكر إلى دولة الكويت الشقيقة التي ساهمت في بناء هدا الصرح العظيم.
وكان تدشين سد وادي المخازن حدثا بارزا في تاريخ مدينة القصر الكبير والمغرب عموما حيث ارتبط بالمؤتمر العاشر لوزراء خارجية الدول الإسلامية ليضفي على المدينة والبلاد طابعا من المزج بين العمل الديبلوماسي الوطني والنهضة الاقتصادية والاجتماعية المطردة لمنطقة حوض اللوكوس خصوصا والمغرب عموما.