مصالي الحاج الملقب بـ “أبو الأمة” ولد بمدينة تلمسان في 16 مايو 1898، وتوفي بالعاصمة الفرنسية باريس في 3 يونيو 1974، ودفن بمقبرة الشيخ السنوسي بمسقط رأسه. زعيم وطني جزائري كان واحد من المطالبين بالاستقلال عن فرنسا منذ العشرينات، وهو مؤسس حزب سياسي وطني نجم شمال إفريقيا الذي تحول إلى حزب الشعب الجزائري، ثم إلى حركة انتصار الحريات الديمقراطية وأخيرا حزب الحركة الوطنية الجزائرية.
تمسك بالنضال السياسي ومحضرا للنشاط المسلح. جند في الحرب العالمية الأولى ثم استقر في فرنسا حيث أسس عام 1926 مع إخوانه حزب نجم شمال أفريقيا ثم حزب الشعب الجزائري في 11 مارس 1937. سجن مرات عديدة في فرنسا والجزائر، كما نفي إلى برازافيل عام 1945 أسس في نوفمبر 1946 نادى باستقلال الجزائر منذ العشرينات، توفي بفرنسا في 3 يونيو 1974.
عندما اندلعت الثورة المسلحة في 1 نوفمبر 1954 ضد الاستعمار الفرنسي، كان موقف مصالي الحاج معارضا للكفاح المسلح متمسكا بالعمل السياسي، وفي هذا الإطار أسس عام 1954 حزب الحركة الوطنية الجزائرية الذي كان الحزب الوحيد الذي لم ينخرط في الثورة وحصلت مواجهات دامية بين هذا الحزب وحزب جبهة التحرير الوطني سواء بالجزائر أو بفرنسا. وقد وضع مصالي الحاج في تلك الفترة تحت الإقامة الجبرية بأنغولام (Angoulême) شارنت (Charente) بفرنسا، وفقد شيئا فشيئا من تأثيره. وفي عام 1961 حاولت فرنسا الاستفادة من الانقسام داخل الوطنيين الجزائريين، بإشراك حزب حركة الوطنية الجزائرية في المفاوضات، إلا أن جبهة التحرير عارضت وتصاعدت التصفيات بين المنظمتين، ولم يشارك مصالي في محادثات إيفيان وغادر الجزائر إلى المنطقة الباريسية إلى وفاته عام 1974.
الجملة الشهيرة التي أطلقها مصالي الحاج «هذه الأرض الجزائر ليست للبيع».
وفي الأخير سيبقى مصالي الحاج بحسناته وأخطائه شخصية بارزة في التاريخ الجزائري، وسيبقى لقب أبو الوطنية ملازما لاسمه، وما صنعه من اتهموا الرجل بالخيانة بالجزائر بعد الاستقلال أكبر خيانة وجريمة لأمانه الشهداء، ومصالي الحاج ليس الشخصية الجزائرية التاريخية الوحيدة التي تعرضت للتشويه، لذلك فالتاريخ يحتاج دائما لعين ثالثة لقراءته، لأن التاريخ الحقيقي لم ولن يدرس في المناهج، والتاريخ الذي يعرفه العامة كتب على المقاس وقد ظلم العديد من الأبطال الذين تحولوا بجرة قلم إلى خونة، ومن وضعوا على هامشه يستحقون أن يكونوا في وسط الصفحة، ومن يحتلون صدر الصفحة يستحق الكثير منهم أن يسكنوا مزابله، وتأكد أن الشك بداية النور والمسلمات المطلقة بداية للتقاعد الفكري، فضع التاريخ عند قراءته دائما في ميزان العقل والموضوعية، لأن لغربلة الحقيقة التاريخية تحتاج لقارئ محترف يغوص في مكامنه.