رغم أن التحليلات الطبية والفن لا يلتقيان إلا نادرا، فإن مصطفى الياسري استطاع أن يصبح حلقة وصل بينهما لرسم لوحات تجمع بين العلم والفن باستخدام البكتيريا، مستفيدا من بيئة المختبر التي يعمل بها.
واقتحم الياسري عالم الرسم بالبكتيريا، الذي يعتبر فنا حديثا أخذ بالانتشار بين أوساط المهتمين بالطب والبكتيريا بعد عام 2000.
وحول بداياته وما الصعوبات والتحديات التي واجهها في عمله، يقول الياسري -مختص بالتحليلات المرضية- “أثناء عملي على مستعمرات البكتيريا التي تنمو على أطباق أجار الدم (Blood Agaer) جاءتني فكرة استخدام الأطباق التي لا يظهر عليها نمو للبكتيريا بالرسم والتجارب العلمية بدلا من إتلافها”.
وأضاف -في حديث للجزيرة نت- أن تجربته الأولى كانت مع بكتيريا “المكورات العنقودية”، حيث قام برسم زهرة بطريقة مبسطة باستخدام الـloop (أنبوب رفيع ينتهي بحلقة صغيرة يستخدم لنقل البكتيريا) ثم أخذ عينة من هذه البكتيريا، ورسمها ثم زرعها على طبق الأجار (الأواني المستخدمة في التحليلات المرضية) لوحات فنية باستخدام البكتيريا. بعد ذلك وضع العينة المرسومة في حاضنة البكتيريا.
وأضاف أن الموضوع كان أشبه بالتحدي لأن النتائج لا تظهر إلا بعد 24 ساعة، فالأمر شبيه بالرسم في الهواء حيث لا يمكن مشاهدة الخطوط المرسومة، وهذا ما يحتاج إلى خيال واسع للرسم بطريقة صحيحة دون حدوث أي خلل في اللوحة.
في اليوم التالي، ذهب الياسري لإخراج العينة من الحاضنة ورؤية النتائج ليتفاجأ بنجاحها، الأمر الذي جعله في دهشة كيف تمكنت هذه الأحياء المجهرية بأن تنمو بالشكل الذي تم تصميمه لها.
الجزيرة