توصلت دراسة جديدة إلى أن خطر الإجهاض يزداد بشكل كبير في أواخر الصيف مقارنة بالأشهر الأولى من العام، ما يشير إلى الحاجة إلى مزيد من استكشاف دور الحرارة كعامل خطر محتمل.
وهذا خاصة بالنسبة للنساء اللواتي يعشن في مناطق جغرافية تتميز بموسم صيفي شديد الحرارة.
يتوافق الإجهاض مع الإنهاء التلقائي للحمل قبل الأسبوع الثاني والعشرين من انقطاع الطمث (حوالي 5 أشهر)، من تاريخ وجود الجنين.
كما يعتبر مبكرًا إذا حدث قبل الأسبوع الرابع عشر من انقطاع الطمث (الأثلوث الأول) أو متأخرًا إذا حدث بين الأسبوعين الرابع عشر والثاني والعشرين من انقطاع الطمث.
إذا كان من النادر البحث عن سبب الإجهاض المنعزل، فمن الضروري إجراء فحص طبي في حالة تكرار الإجهاض مع العلم أنه وفقًا للتأمين الصحي، يمكن إضافة عوامل بيئية مواتية إلى الأسباب الطبية الأكثر شيوعًا مثل:
- السمنة
- التدخين
- الاستهلاك المفرط القهوة أو الكحول أو المخدرات
- التعرض لمبيدات الآفات
- فقر الدم الناجم عن نقص فيتامين B9 أو B12
بحسب ما أوردته مجلة “فيمينا” الفرنسية، يزعم باحثون من كلية الصحة العامة بجامعة بوسطن أنهم قاموا مؤخرًا بتحديث عامل آخر يجب أن يؤخذ في الاعتبار بشكل أفضل من قبل المجتمع الطبي، وفقًا لما ذكروه دراسة نشرت في مجلة Epidemiology.
تقول هذه الدراسة أن خطر الإجهاض يمكن أن يزداد خلال أشهر الصيف. كما بحثت هذه الأخيرة، في مخاطر الإجهاض وفقًا للمواسم ووجدت أن النساء الحوامل في أمريكا الشمالية لديهن مخاطر أعلى بنسبة 44٪ للإجهاض المبكر، في غضون ثمانية أسابيع من الحمل خلال أشهر الصيف، خاصة في نهاية أغسطس، وفق ترجمة “وطن“.
علاوة على ذلك، وُجد أن خطر الإجهاض في أي أسبوع من الحمل أعلى بنسبة 31٪ في نهاية شهر أغسطس مقارنة بنهاية شهر فبراير. ومع الأخذ في الاعتبار التوزيع الجغرافي للمشاركين، اتضح أن النساء الحوامل من الجنوب والغرب الأوسط-حيث يكون الصيف هو الأكثر حرارة- كان من المرجح أن يختبرن هذا الحدث، في أواخر أغسطس وأوائل سبتمبر على التوالي.
هذه النتائج مهمة لفريق العلم، حيث يقترحون أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم الأدوار المحتملة للحرارة الشديدة والتعرضات البيئية الأخرى للطقس الحار، في حدوث الإجهاض.
الحمل والبيئة: يجب أن يكون الأطباء والسياسيون أكثر وعياً بهذا الرابط
تشرح الأستاذة أميليا ويسلينك، رئيسة الدراسة:”وجدنا أن مخاطر الإجهاض وخاصة خطر الإجهاض المبكر، كانت الأعلى في الصيف. الآن، نحتاج إلى التعمق أكثر لفهم أنواع التعرض الأكثر انتشارًا في الصيف وأي من هذه التعرضات قد تكون مسؤولة عن زيادة خطر الإجهاض”.
للحصول على هذه النتائج، قام الباحثون بتحليل البيانات التي تم توفيرها خلال دراسة عبر الإنترنت لأشخاص يحاولون الحمل دون علاج للخصوبة يسمى “دراسة الحمل عبر الإنترنت (PRESTO)“.
تتكون الدراسة من مشاركين تتراوح أعمارهم بين 21 و 45 عامًا وتم تتبعهم من مراحل الحمل الأولى إلى الشهرالسادس منه. ووافق جميع المتطوعين على تقديم معلومات أساسية حول نمط حياتهم وتاريخهم الطبي.
بين يونيو 2013 وأغسطس 2020، قامت 12197 امرأة بالتسجيل وإكمال الاستبيان الأول للدراسة. ثم تلقى المشاركون استبيانات متابعة حول حالة الحمل كل شهرين لمدة 12 شهرًا.
خلال هذه الفترة، أعلن 6104 من المشاركات أنهن حوامل. من بين هؤلاء، أبلغ 1188 عن إجهاض (19.5 ٪) بمتوسط ستة أسابيع من الحمل.
لوحظ أن حدوث الذروة في حالات الإجهاض، يكون في يونيو ويوليو وأغسطس. وعندما تم تعديل هذه البيانات عندما بدأت المشاركات في محاولة الحمل، بلغ خطر الإجهاض قبل ثمانية أسابيع من الحمل ذروته في منتصف أغسطس.
ومع ذلك، يعترف مؤلفو الدراسة بالعديد من القيود على الدراسة، أحدها هو نقص المعلومات حول ما إذا كانت هذه الأحداث ناجمة عن تشوهات في الرحم أو خلل في تجويف الرحم أو بسبب التشوهات الجينية (الشذوذ الكروموسومات للزوجين، الجنين، وما إلى ذلك).
يقول الفريق العلمي: “أيضًا نظرًا لعدم أخذ عينات البول اليومية لاختبار الحمل، فمن المحتمل أنه لم يتم تسجيل بعض حالات الإجهاض المبكرة. ومع ذلك، فإن هذه النتيجة “تملأ فجوة في المعلومات حول اتجاهات الإجهاض الموسمي”.
وأشار الباحثون إلى أن العمل العلمي قد أظهر بالفعل أن الحرارة مرتبطة بارتفاع مخاطر مضاعفات الحمل الأخرى، مثل الولادة المبكرة وانخفاض الوزن عند الولادة والإملاص.
ولهذا خلص الباحثون إلى أن “النصائح الطبية ورسائل الصحة العامة، بما في ذلك خطط العمل بشأن الحرارة وسياسات التكيف مع المناخ، يجب أن تأخذ في الاعتبار الآثار المحتملة للحرارة على صحة النساء الحوامل.
وهذه ليست المرة الأولى التي يذكر فيها العلماء تأثير الحرارة على حالات الحمل المستقبلية.
ففي دراسة نشرت عام 2020 في المجلة الطبية البريطانية، أعرب باحثون من معهد ويتس للصحة الإنجابية وفيروس نقص المناعة البشرية عن قلقهم بشأن العواقب المحتملة للاحترار العالمي في هذه المنطقة، بسبب احتمال حدوث موجات حرارة أكثر تواتراً وشدة.
فضلا عن أن دراستهم كشفت أن خطر الولادة المبكرة يمكن أن يزيد في المتوسط بنسبة 5٪ لكل درجة مئوية إضافية وبنسبة 16٪ في حالة استمرار موجة الحر.