في بلدة غاور بولاية ميزوري الأمريكية، يتوافد المئات من الزوار لمشاهدة جثمان راهبة كاثوليكية، لم يتحلل تقريبا منذ وفاتها في عام 2019.
الراهبة ويليمينا لانكستر، التي توفيت عن عمر يناهز 95 عاما، كانت مؤسسة دير “بينديكتين أوف ماري، كوين أوف أوبستلز”، ودُفنت في نعش خشبي بسيط دون تحنيط. عندما استخرجت الراهبات جثمانها في أبريل الماضي، فوجئن بأن جسدها لا يزال سليما وأن زيها الديني لم يتغير هيئته.
جسد راهبة لم يتحلل من 2019
زعم بعض الزوار (وهم بالمئات) في وصفهم لما رأوه، ونقلتها وسائل إعلام أمريكية، أنّ هذه الظاهرة دلالة على قداسة الراهبة وعلى تدخل إلهي، ويرغبون في لمس جثمانها أو أخذ تراب من قبرها كتذكار.
وقد وُضع جثمان لانكستر، حسب ماذكرت “وكالة الأنباء الكاثوليكية” بأمريكا، في مزار زجاجي في كنيسة الدير، حيث يستطيع الزائرون رؤيته ولكن لا يستطيعون لمسه.
وقال دير “بينديكتين أوف ماري” في بيانٍ، إن عدم تحلل جثمان الراهبة قد يكون إحدى شروط القداسة، لكن هذا لا يكفي بحد ذاته، وأن هناك خطوات أخرى يجب اتباعها قبل إعلان قداسة شخص ما.
هل هناك تفسير علمي لعدم تحلل جثمان الراهبة؟
بحسب ريبيكا جورج، أستاذة الأنثروبولوجيا بجامعة وسترن كارولاينا، فإن هذه الظاهرة قد لا تكون نادرة كما يظن البعض.
فقد تساعد عوامل مثل نوعية التابوت والملابس، والظروف المحيطة في حفظ الجثامين لسنوات طويلة دون تحلل.
كما قالت “جورج” إن عادة ما لا نستخرج الجثامين من القبور بعد دفنهم، فلا نعرف حالتهم بالضبط. وأضافت أن هذه الظروف قد تؤدي إلى “تحنيط” طبيعي للجثامين دون استخدام مواد كيمائية.
هل يمكن أن يبقى جثمان الميت دون تفتت بعد وفاته؟
يتعلّق السؤال بعملية التحلل الحيوي التي تحدث للجثث بعد الموت. هذه العملية تتأثر بعوامل مختلفة مثل درجة الحرارة والرطوبة ونوع التربة ووجود الحشرات والميكروبات.
عادة ما تبدأ عملية التحلل بعد ساعات قليلة من الموت، وتستمر لأسابيع أو شهور أو سنوات حسب الظروف. في بعض الحالات، قد يحدث تحنط طبيعي للجثة، وهو عبارة عن تجفيف وتصلب الأنسجة بسبب ظروف خاصة مثل البرودة أو الجفاف أو نقص الأكسجين.
يؤدي ذلك إلى حفظ شكل الجثة دون تغير كبير. لكن هذا الأمر نادر جداً، ولا يمكن التنبؤ به أو التحكم فيه.
لذلك، فإن الإجابة العامة على هذا السؤال هي: لا، لا يمكن أن يبقى جثمان الميت دون تحلل بعد وفاته، إلا في حالات استثنائية جداً.