منذ بداية عصر المضادات الحيوية، تطورت البكتيريا والجراثيم المسببة للأمراض بسرعة، مما جعلها قادرة على مقاومة الأدوية التي تم تطويرها لمكافحتها. هذا التطور السريع يفوق قدرة البشر على تطوير عقاقير جديدة لمواجهة هذه التحديات.
التهديد العالمي المتصاعد
وفقًا لتقرير جديد من مشروع البحث العالمي حول مقاومة مضادات الميكروبات، نُشر في مجلة لانسيت الطبية، إذا لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة لتطوير أدوية جديدة، فإن العدوى المقاومة للأدوية قد تقتل ما يقرب من 2 مليون شخص سنويًا بحلول عام 2050. هذا يمثل زيادة بنسبة 67.5% مقارنة بعام 2021، حيث فقد 1.14 مليون شخص حياتهم بسبب هذه العدوى.
بالإضافة إلى ذلك، قد يموت 8.22 مليون شخص إضافي لأسباب مرتبطة بهذه العدوى في عام 2050.
العوامل المساهمة في زيادة المقاومة
- الإفراط في استخدام المضادات الحيوية: يؤدي الاستخدام المفرط وغير المناسب للمضادات الحيوية إلى تعزيز قدرة البكتيريا على تطوير مقاومة.
- نقص تطوير أدوية جديدة: تباطؤ تطوير مضادات حيوية جديدة يجعلنا غير مستعدين لمواجهة الجراثيم المقاومة.
الفئات العمرية الأكثر تضررًا
تُشير التقديرات إلى أن نحو ثلثي الوفيات الناجمة عن مقاومة مضادات الميكروبات في عام 2050 ستكون بين الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 70 عامًا أو أكثر. يواجه كبار السن خطرًا أكبر للإصابة بالعدوى المقاومة للأدوية، خاصةً في المستشفيات ومرافق الرعاية.
الانتشار الجغرافي للتهديد
من المتوقع أن يكون معدل الوفيات الناجمة عن مسببات الأمراض المقاومة مرتفعًا بشكل خاص في:
- جنوب آسيا
- أمريكا اللاتينية
- منطقة البحر الكاريبي
الحلول المقترحة
- تطوير مضادات حيوية جديدة: ضرورة الاستثمار في البحث والتطوير لإنتاج أدوية جديدة.
- تحسين إجراءات مكافحة العدوى: تعزيز النظافة في المستشفيات ومرافق الرعاية.
- التوعية وتقليل الاستخدام غير الضروري للمضادات الحيوية: توعية الجمهور والمهنيين الصحيين بأهمية استخدام المضادات الحيوية بشكل مسؤول.
- توفير اللقاحات والمياه النظيفة والصرف الصحي: تعزيز هذه الجهود قد يساعد في خفض الوفيات المرتبطة بمقاومة مضادات الميكروبات.
تعليقات الخبراء
قال هنري سكينر، الرئيس التنفيذي لصندوق مقاومة مضادات الميكروبات: “إن الأرقام الواردة في دراسة لانسيت تمثل مستوى مذهلاً وغير مقبول من المعاناة الإنسانية. إن الفشل المستمر للحكومات في الوفاء بالتزاماتها الأخلاقية بحماية ورعاية شعوبها، كما يظهر هذا البحث، من شأنه أن يؤدي إلى وفاة الملايين من الناس دون داع“.
أمل في المستقبل
على الرغم من التهديد المتزايد، يشير التقرير إلى أن السيناريو ليس حتميًا. من خلال اتخاذ إجراءات فعالة، يمكن إنقاذ ما يصل إلى 92 مليون حياة بين عامي 2025 و2050.
قال جيمس أندرسون، رئيس تحالف صناعة مقاومة مضادات الميكروبات: “تظهر البيانات أنه إذا اتخذنا إجراءات نحو ممارسات إدارة أفضل، وتحسين الوصول في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، والاستثمارات الجديدة لدعم خط أنابيب المضادات الحيوية، فإننا نستطيع إنقاذ عشرات الملايين من الأرواح“.