صمامات القلب هي هياكل تنظم تدفق الدم بين حجرات القلب والشرايين، وعندما يتلف أو يضعف واحد أو أكثر من هذه الصمامات، فإنها يمكن أن تؤدي إلى مرض صمام القلب، ما يؤثر على الوظيفة الطبيعية للقلب ويمكن أن يسبب مضاعفات خطيرة.
وبحسب مجلّة “لا فيدا لوثيدا” الإسبانية، فإن مرض صمام القلب يمكن أن يكون خلقيًا (موجودًا منذ الولادة) أو مكتسبًا (بسبب العدوى أو الشيخوخة أو عوامل الخطر مثل ارتفاع ضغط الدم أو ارتفاع الكوليسترول). ناهيك بأن بعض الحالات قليلة الحدّة ولا تتطلب علاجًا، بينما قد تتطلب حالات أخرى علاجًا أو تدخلاً جراحيًا.
علامات مشكلة صمامات القلب
يمكن أن تختلف أعراض مرض صمام القلب تبعًا لنوع وشدة اضطراب الصمام، ولكن هناك بعض العلامات الشديدة التي يجب ألا تتجاهلها،
1. التعب وضيق التنفس
يُعد التعب وضيق التنفس من الأعراض الشائعة للعديد من الحالات الصحيّة، ولكنها قد تشير أيضًا إلى أن صمامات قلبك لا تعمل بشكل صحيح. وذلك لأن القلب يجب أن يعمل بجد أكبر لضخ الدم من خلال الصمامات الضيقة أو غير الكافية، ما يقلل وصول الأكسجين إلى الأنسجة والأعضاء.
يمكن أن يظهر التعب وضيق التنفس عند القيام بالأنشطة اليومية مثل صعود السلالم أو المشي أو ممارسة الرياضة أو حتى أثناء الراحة.
2. انتفاخ في الساقين أو الكاحلين أو البطن
يمكن أن يكون التورم في الساقين أو الكاحلين أو البطن علامة أخرى على مرض صمام القلب، خاصةً إذا كان مصحوبًا بزيادة الوزن أو انخفاض في تردد عملية التبول. وذلك لأن الصمامات المعطلة يمكن أن تسبب تراكم السوائل في الجسم، والمعروف باسم الوذمة. كما يمكن أن تسبب الوذمة الشعور بعدم الراحة، وتجعل الحركة صعبة، وتزيد من خطر الإصابة بالتهابات الجلد.
3. الخفقان أو عدم انتظام ضربات القلب
خفقان القلب هو إحساس بنبض قلب سريع أو غير منتظم، علاوة على ذلك، يمكن الشعور به في الصدر أو الرقبة أو الحلق. ويُعد عدم انتظام ضربات القلب بمنزلة الاضطراب في نظم القلب، والتي يمكن أن تكون بطيئة جدًا (بطء القلب)، أو سريعة جدًا (تسرع القلب) أو غير منتظمة (الرجفان الأذيني).
ومن ناحية، يمكن أن تحدث كلتا الحالتين بسبب مرض صمام القلب، حيث يمكن أن يؤثر ذلك على التدفق الكهربائي للقلب ويسبب تشوهات في انقباضه. من ناحية أخرى، يمكن أن يسبب خفقان القلب وعدم انتظام ضربات القلب الدوخة أو الإغماء أو الذبحة الصدرية (ألماً في الصدر) أو الانسداد (انسداد الأوعية الدموية بسبب الجلطة).
4. ألم في الصدر أو ذبحة صدرية
يعد ألم الصدر أو الذبحة الصدرية من الأعراض النموذجية لمرض القلب التاجي، ولكن يمكن أن يكون سببهما أيضًا مرض صمام القلب. فضلاً عن ذلك، فإنه غالبًا ما يكون الألم ساحقًا، مثل الشعور بالثقل أو الضغط في وسط الصدر، والذي قد ينتشر إلى الذراع اليسرى أو الفك أو الظهر.
يظهر الألم عادة عند بذل مجهود بدني أو عاطفي ويزول بالراحة أو باستخدام أدوية مثل النتروجليسرين. وقد يشير ألم الصدر إلى أن القلب لا يحصل على ما يكفي من الدم أو الأكسجين بسبب انسداد الصمامات أو تسربها.
5. الحمى الروماتيزمية
تعتبر الحمى الروماتيزمية من المضاعفات النادرة والخطيرة لالتهاب الحلق العقدي. ناهيك بأنه يمكن أن تصيب الحمى الروماتيزمية أعضاء مختلفة، بما في ذلك القلب مسببة التهاباً وتلفاً لصمامات القلب. وقد تشمل أعراض الحمى الروماتيزمية الحمى وآلام المفاصل والطفح الجلدي والعقيدات تحت الجلد والرقص (الحركات اللاإرادية) ونفخة القلب.
ووفقًا للمجلّة، تمكن الوقاية من الحمى الروماتيزمية من خلال العلاج المناسب لعدوى المكورات العقدية والوقاية بالمضادات الحيوية في حالات الخطر.
6. التهاب الشغاف المعدي
التهاب الشغاف هو عدوى تصيب الشغاف، وهي الطبقة الداخلية للقلب التي تبطن الحجرات والصمامات. يمكن أن يحدث التهاب الشغاف بسبب البكتيريا أو الفطريات أو الكائنات الحية الدقيقة الأخرى التي تدخل مجرى الدم وتلتصق بالشغاف، وتشكل كتلًا تسمى النباتات.
يمكن أن تتسبب هذه النباتات في إتلاف صمامات القلب، أو التسبب في قصور القلب أو الانسداد. وقد تشمل أعراض التهاب الشغاف المعدي الحمى، والقشعريرة، والتعرق، وفقدان الوزن، وفقر الدم، ونفخة قلبية، ونزيفاً في الجلد أو الغشاء المخاطي، وحَبَرات (نقاط حمراء على الجلد)، أو آفات جانواي (بقع حمراء على راحتي اليدين أو باطن القدمين).
7. الإغماء أو الدوخة
الإغماء أو الدوخة؛ هو عبارة عن فقدان مؤقت للوعي وتشنّج العضلات، والذي يستمر عادةً لبضع ثوانٍ أو دقائق ثم يتعافى الشخص تلقائيًا. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يحدث الإغماء بسبب مرض صمام القلب، حيث يمكن لمرض صمام القلب أن يمنع القلب من ضخ كمية كافية من الدم إلى الدماغ، ما من شأنه أن يؤدي إلى انخفاض تدفق الدم في المخ.
يمكن أن يحدث الإغماء عند تغيير الوضع (نقص ضغط الدم الانتصابي) أو عند بذل الجهد (إغماء بسبب الإجهاد)، كما أن الإغماء يمكن أن يكون علامة خطيرة وتتطلب تقييمًا طبيًا عاجلاً.
وختمت المجلّة بالقول، إن مرض صمام القلب هو حالة يمكن أن تؤثر على الوظيفة الطبيعية للقلب، وتسبب أعراضًا قد تكون مفاجئة ولا يجب تجاهلها. وإذا ظهرت عليك أي من هذه العلامات، فاستشر طبيبك للحصول على التشخيص والعلاج في الوقت المناسب، إذ إن الوقاية من عوامل الخطر والسيطرة عليها مهمة أيضًا لمنع أو تأخير تدهور صمامات القلب.