يصادف اليوم العشرين من نيسان ذكرى استشهاد ثلة كريمة من أبناء عشائر الأردن يتقدمهم الزعيم العشائري الشهيد كايد مفلح العبيدات في منطقة سمخ الفلسطينية في موقعة تل الثعالب، واعتاد الأردنيون على تسمية كايد مفلح العبيدات من باب الفخر والاعتزاز والارتباط العضوي بفلسطين بأول شهيد على ارضها.
وتعود التحضيرات لهذه المواجهة بين زعامات العشائر الأردنية والمستعمر البريطاني والعصابات الصهيونية في فلسطين عندما عاد وفد من زعامات عشائر شمال الأردن من دمشق ، بعد تهنئة ومبايعة الأمير فيصل ملكاً على سوريا الكبرى ، والذي تألف من الشيخ كايد مفلح العبيدات زعيم ناحية الكفارات ، والشيخ سليمان السودي الروسان زعيم ناحية السرو، والشيخ ناجي العزام زعيم ناحية الوسطية وغيرهم من زعماء العشائر في شمال الأردن، وفي طريق عودتهم استضافهم الشيخ سليمان السودي الروسان في مضافته في قرية سما الروسان في الثامن من آذار من عام ألف وتسعمائة وعشرين، وفي هذا الاجتماع قرر المجتمعون الدعوة لاجتماع موسع لأبناء الشمال في مضافة الشيخ ناجي العزام في قرية قم ناحية الوسطية إلى الغرب من مدينة اربد في السادس من نيسان من عام ألف وتسعمائة وعشرين لدراسة الكيفية التي يجب اتباعها في التصدي للإنجليز والعصابات الصهيونية، وتمخض عن الاجتماع قرار واحد وهو تشكيل جيش من أبناء العشائر الأردنية يكون على رأسهم الشيخ كايد مفلح العبيدات كقائد لهم، وقد ألقى رئيس المؤتمر الشيخ ناجي العزام كلمة مختصرة جاء فيها” إن الهدف يا مشايخ قضاء عجلون من هذا الاجتماع هو الخروج بقرارات تتضمن الرد السريع على الأعداء الكفار وقد اتفقنا في سما الروسان على أن يكون الرد سريعاً ؛ بمهاجمة سمخ و بيسان و طبريا ، والهمة في عشائرنا ورجالنا والله معنا. وسيشرح لكم الشيخ كايد خطة الهجوم والتي ستكون في ٢٠ نيسان.”
وكما ذكر الشيخ ناجي فقد تم تحديد العشرين من نيسان عام ألف وتسعمائة وعشرين ميلادية موعد لتحرك الجيش لضرب الصهاينة في فلسطين، لتكن هذه الواقعة أول معركة لمقاومة المشروع الصهيوني على ارض فلسطين، ولتكن شاهداً على هذا الوعي المتقدم والمبكر لأبناء العشائر الأردنية للخطر الصهيوني على المنطقة.
استشهد في هذه الواقعة عدد من أبناء العشائر في هذه المعركة يتقدمهم قائدهم الشيخ كايد مفلح العبيدات، واجتمع معظم أبناء الشمال في اليوم التالي لوداع الشهداء وعلى رأسهم الشيخ كايد العبيدات في مسقط رأسه كفرسوم و ودعن نساء كفرسوم شيخهن بهذا المعيد
ما حَضَرْتِنْ يُوم سَمَخ يا بَنَات لَوْ حَضَرْتِن كَانْ جِيتِنْ فَارْعَاتْ
طَيّارَه بْوَسْطْ السَّمَا يا حِيفِي ضَرْبَت عَ كايد على لَمْعَ السِّيفِ
طَيَّارهْ وَسْطْ السَّمَا طيَّارهْ ضَرْبَت عَ كَايِد يُوم قَادْ الغَارَهْ.
بعد مئة عام ونيف ما زال الأردنيون اكثر وفاءً والتزاماً بمحاربة هذا المشروع الاستيطاني السرطاني على الرغم من كل المحاولات التي تسعى للالتفاف على هذا الحس العروبي من خلال تكبيلهم بمعاهدات واتفاقيات مع هذا الكيان ومحاولة حرف بوصلتهم عن هدفها وهي محاربة هذا العدو بحيث اصبحت قوى الأمر الواقع في الدولة تصافح أيدي مجرمي الكيان الصهيونى ممن تلطخت بدماء الفلسطينين والاردنيين في دير ياسين وكفر قاسم والطنطورة وقميم وزحر وخان يونس ورفح وغزة وبدماء جيشنا العربي الباسل في باب الواد واللطرون والسموع والكرامة، إذ أصبحت هذه النخب أكثر عزلة، كما لم تعد سياستها ومن سار في ركبها غير قادرة على إقناع طفل في قرية أردنية نائية، بأن مصلحة الأردن وأمنه مرتبطة بهذا الكيان، والذي يعلن متطرفوه صباح مساء عن اطماعهم في الأردن فلن يكون الارهابي يتسلئيل سموتريش وزير المالية في حكومة الكيان الصهيوني الذي ألغى الأردن بجرة قلم عندما ألقى كلمة في باريس من خلف منصة رسم عليها خارطة فلسطين والأردن على انها دولة الكيان الصهيوني الاول، فهذا زميله الأرهابي الاخر وزير الامن القومي ورئيس حزب الصهيونية الدينية إيتمار بن غفير الذي يسلح قطعان المستوطنين للهجوم على القرى والمدن الفلسطينية لاجبار أهلها مغادرتها ويعلن بدون اي اعتبار لمعاهدات “السلام” نية تهجير اهل الضفة للأردن.
امام كل هذا الصلف الصهيوني وزعرانه من قطعان المستوطنين و حكومته اليمينية المتطرفة لا نزال متمسكين بمعاهدات واتفاقيات الذل والعار التي أبرمت معه.
الأردنيون سيبقون اوفياء لدماء ابنائهم من كايد مفلح العبيدات إلى دماء الشهيد القاضي رائد زعيتر ودماء أشقائهم الفلسطينيين في غزة وفلسطين كل فلسطين، وستزداد عزلة كل من يقف ضد إرادة الشعوب ويحاول ضرب وحدتنا الوطنية.