موقع المغرب العربي الإخباري :
النظام الرئاسي في أمريكا يمنح الرئيس صلاحيات قصوى تمكنه من إتخاذ أقوى وأصعب القرارات الإستراتيجية دون ممانعة ويمنحه أوراق ضغط تجعله قادرا على إستخدامها في كافة الإتجاهات ،وهذا ما لم يستخدمه الرئيس بايدن في حرب إسرائيل على غزة بل تعمد مخالفة القانون الدولي واستخدام الفيتو بدعم إستمرار جرائم الكيان ضد شعب أعزل ،وقد شهدت القيم الأمريكية والأخلاق السياسية تدهورا ملحوظا في عهد الرئيس ترمب وجاء الرئيس بايدن ليجهز على ما تبقى من تلك القيم بإعلان صهيونيته أمام الكاميرات وإنحيازه لإسرائيل بإنتهاك القانون الدولي والقيم الأمريكية أثناء إرتكاب إسرائيل لجرائم قتل الأطفال والنساء وهدم المستشفيات والمساجد وتجويع المستضعفين في غزة في جرائم قلما شهد التاريخ لها مثيلا لذلك كانت المفاضلة لزمن قصير صعبة للغاية بين ترمب وبايدن ،فكلاهما تغول على حقوق الأمة العربية والإسلامية بدعمهم لإسرائيل والتزامهم بتفوقها العسكري إلى أن حدثت تغييرات إستراتيجية خلعت بايدن من الترشح واستبدلته بالسيده كامالا هاريس تلك السيدة التي ظهرت مؤخرا غير منسجمة مع سياسات البيت الأبيض فيما يخص الحرب على غزة فقد تعمدت عدم لقاء نتنياهو في الكونغرس وسحبت معها ما يزيد على مئة وثلاثون من المشرعين واقتصر التصفيق الكاذب لشخص يقتل الأطفال والنساء ويتهم بارتكاب جرائم إبادة على بعض المشرعين الخاضعين لنفوذ اللوبي الصهيوني ،وقد لفتت الأنظار بتصريحاتها الأخيرة حين قالت لن أصمت في معرض تأكيدها على أنه لا يمكن غض الطرف عن المآسي والتجويع الذي يحصل في غزة، لذلك بدأنا نرى المتطرفون الصهاينة الموجهون من نتنياهو يشنون حملة عليها ويوجهون أصوات اليهود الإنتخابية نحو ترمب أي أنهم تفاجاءوا من سلوك كامالا هاريس أثناء زيارة نتنياهو ولهذا قرروا وضع بيضهم كاملا في وقت مبكر في سلة ترمب.
ومن حقنا كعرب وكمسلمين أن نلعب دورا مؤثرا وفاعلا في هذه الإنتخابات ونظهر للسيدة المرشحة موقفنا الداعم لها لكي تكون مضطرة مستقبلا لرد الجميل ،فالعلاقات تقوم على المصالح وقد يحمل لنا فوزها إيجابيات وبشائر لا يمكن أن تتحقق على يد ترمب الذي أعلن تهويد القدس وضم الجولان وكان يستخدم العصا بدلا من الجزرة في تعامله مع بعض الزعماء العرب ومن الواضح للجميع بأن الخيار الأفضل للناخب العربي والمسلم هو إنتخاب كامالا هاريس علها تقدم للأمة العربية والإسلامية ما لم يقدمه بايدن وترمب وقد تنجح في إنقاذ العالم من مشاريع الحروب التي بدأها بايدن وسيكملها ترمب ،وقد حان الوقت للجالية العربية والمسلمة في أمريكا أن تتحد في مواجهة اللوبي الصهيوني والمسيحيه المتصهينة بعد أن ظهر تطرف هذه الجماعات وانتهاكهم للقانون الدولي واستقوائهم على الشعوب العربية والإسلامية ودعم إسرائيل بدون حدود أثناء قتلها للأطفال والنساء وتجويع الأبرياء.
حفظ الله أمتنا العربية والإسلامية متمنيا الفوز والتوفيق للمرشحة كامالا هاريس علها تبعث الأمل في نفوسنا كعرب ومسلمين من جديد .
عميد اردني متقاعد
انسخ الرابط :
Copied