موقع المغرب العربي الإخباري :
في القرن المنصرف، كانت الخيانات العربية “محترمة!”؛
كان التآمر على فلسطين مثلاً يتم في الخفاء، والشعوب الغبيّة المُغَيَّبة لا تدري إلا بعد ربع أو نصف قرن غابر.
كانت الأنظمة العميلة عميلة بـ”استحياء وأدب!”؛ تقدم “خدماتها” لـ”أبناء العم” من تحت الطاولة، وخلف الكواليس، وتراعي مشاعر شعوبها المستغفلة.
كانوا يتسللون في جنح الليل إلى “تل أبيب”، وفي النهار، يلقون خطاباتهم الثورية ضد “العدو الصهيوني”!
كانوا يوقّعون صفقة بيع القدس على سبيل المثال وهم يعلّقون صورة كبيرة للمسجد الأقصى وراء ظهورهم!
حتى الهزائم العربية كانت “وقورة” و”محتشمة”..
فهزيمة الـ 48 مثلًا أطلقوا عليها (نكبة)، واحتلال أولى قبلتي المسلمين وبقية فلسطين في الـ67 أسموه بكلمة خفيفة لطيفة: (نكسة)!
فيما مضى..
كان عملاء العروبة “لبقين”، يحترمون عقول الناس ويخشون سوء أفعالهم، فيما الجواسيس حينما كانوا، “جواسيس جنتلمان”!
كانوا يتسترون ولا يظهرون، ويتخابرون خلسة ولا يجاهرون، ويسرحون بيننا دون أن يعلم عنهم الجن الأزرق.
كانوا يستخدمون “شيفرة مورس” لتمرير معلوماتهم، ويسافرون من دولة لدولة – كما كنا نشاهد في الأفلام المصرية – لينقلوا “نيجاتيف” ربما لا يساوي عناء تصويره وتحميضه.
اليوم، يشهر عملاء الأمة حساباتهم الشخصية على مواقع التواصل بكل وقاحة، ينشرون صورهم، ويكتبون باسمائهم، ويعلنون عمالتهم علنًا وهم يتطاولون على المقاومة التي لا يطالون وأسيادهم غبار بساطيرها!
……….
في طفولتنا البائسة، كنا نترقب موعد مسلسل الجاسوس المصري “رأفت الهجان”..
كم أبهرنا الراحل محمود عبدالعزيز ونحن نشاهد فنونه في التجسس على كيان اسرائيل، وكم صوروا لنا بطولاته حتى ظنناه البطل القادم لتحرير فلسطين.
لم تلتقط سذاجتنا حينها أن الهجان، زُرِع في كيانٍ زَرَعَ في بلادنا مليون هجان وهجان!
جاءت غزة اليوم لتفضحهم: لقد كشفت جميع “العبريين” الناطقين بالعربية بين ظهرانينا!
كاتب وصحفي أردني
انسخ الرابط :
Copied