تقف فلسطين شامخة ومعها ملايين من القلوب المحبّة والعقول الواعية في يوم القدس العالمي، اليوم الذي لم تعد فيه القدس وحيدة تحت مرمى نيران الصهاينة، بل محتليها أصبحوا تحت مرمى نيران محور تشكّل من أجل تحرير فلسطين قبل اي هدف آخر، إنما النصر العظيم قاب قوسين أو أدنى، ملايين الشباب المقاومين والعاشقين لفكر المقاومة والرافضين لوجود أي محتل في أرض فلسطين يتظاهرون دفاعاً عن المظلومين والمضطهدين.
اليوم الذي دعا فيه الإمام الخميني رحمه الله زعيم الثورة الإسلامية في إيران إلى إحياء يوم القدس في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان، تم اعتباره مناسبة للتظاهر دفاعاً عن القدس ومكانتها لدى المسلمين ورفضا للاحتلال الإسرائيلي والاستكبار العالمي، فعلينا من الآن أن نفكر بعالم ما بعد الكيان الصهيوني الذي بدأ انهياره من الداخل، وزواله قاب قوسين أو أدنى.
الهدف من يوم القدس العالمي هو الحفاظ على إحياء القضية الفلسطينية المُعرضة للتصفية، ومعركة القدس والمسجد الأقصى هي معركة الأمة العربية والإسلامية، والمقاومة حاضرة دوماً للدفاع عن الأقصى، فما نعيشه حالياً من بداية تشكل عالم متعدد الأقطاب يحتم علينا أن نضع خلافاتنا جانباً خدمة لشعبنا، وأن نعمل لنوظف هذه التحولات في خدمة قضيتنا واسترجاع كامل حقوقنا.
تحرير القدس والأقصى مسؤولية تتشارك فيها فلسطين والأمة، يوم القدس يمثل فرصة لتوحيد جهود الأمة في دعم صمود المقدسيين والمرابطين والمدافعين عن قبلة المسلمين الأولى، القدس ستبقى درّة التاج، ونبض فلسطين، وقلب العالم الإسلامي، وعنواناً جامعاً لكل الأحرار.
يوم القدس العالمي يعد مناسبة لتذكير الأمة العربية والإسلامية قاطبة بمسؤولياتهم في الوقوف مع القدس التي تتعرض لعدوان متصاعد منذ احتلالها، في انتهاك صارخ لكل الشرائع السماوية والمواثيق والقوانين الدولية.
اسرائيل لم تعد تخيف العرب، لم تعد تخيف الشعوب ولا الحكومات ولا الانظمة ولا الافراد ولا الرجال ولا النساء، والحقيقة ان الفلسطينيين لا يخافون من جنود الاحتلال، وانما يقرفون منها مثلما يقرف الانسان النظيف من الجرذان، والمقاتل الفلسطيني في جنين ونابلس والقدس وغزة نجح في اعادة انتاج نفسه بشكل لائق يرقى لمستوى البطولة والفداء والتحدي.
القدرة الصاروخية للمقاومة وامتلاك الطائرات المسيرة جعل كل متر في فلسطين تحت السيطرة النارية للمقاومة وفي اي زمان، فإسرائيل فاسدة وعنصرية وحتى اليهود فيها يتظاهرون ضدها.
اليوم عندما نشاهد عشرات ملايين الناس يزحفون في الشوارع ويهتفون من اجل القدس، ندرك اننا دخلنا في عصر جديد وأدوات جديدة وشعارات جديدة وقيادات جديدة وأجيال جديدة.