موقع المغرب العربي الإخباري :
تتسارع عقارب الساعة، وتتجه الأنظار كلها نحو الحرب بين رجال المقاومة وإسرائيل، وبإعتبار حزب الله دُرّة تاج محور المقاومة على الصعيد العربي، فسيكون تحقيق أي إنتصار محطة أساسية لرسم مستقبل المنطقة بأكملها، كون أي نصر عسكري سيتبعه نصر سياسي يتكلّل بإنكسار مشروع إسرائيل، بذلك ستكون المقاومة عنواناً بارزاً لفشل ذريع لقوى الغرب وحلفاؤهم من العرب في تحقيق أهدافهم في المنطقة.
تل أبيب التي تلقب بـ”مدينة الحياة بلا توقف” تهتز مع تساقط صواريخ المقاومة خاصة بعد استهداف مقر قيادة المخابرات الإسرائيلية “الموساد” وقصف منزل المتطرف نتنياهو، فأصبحت غير آمنة اليوم كما كانت في السابق، فقادتها يدركون أن بقاء كيانهم متوقّف على الدعم الغربي والأميركي بشكلٍ خاص، وأنه من دون الأسلحة الأميركية لا يمكن أن تصمد “إسرائيل” في وجه المقاومة ساعةً أخرى.
أن حزب الله لا تزال لديه قدرات في العمق لم يستخدمها حتى الآن، وقد يفضل الحزب الانتظار عن عمد حتى لا يستنزف كل قدراته، فحزب الله، يملك العدد الأكبر من المقاتلين، بالإضافة إلى ترسانة ضخمة من الصواريخ والطائرات من دون طيار، والتي يمكن لها أن تطغى على دفاعات القبة الحديدية الإسرائيلية، وقد اختبر المستوطنون في المناطق الشمالية هذا الأمر بالفعل لشهور عديدة.
فصمود المقاومة في الجنوب اللبناني وغزة، جعل جيش الاحتلال يضع كل ثقله في المعركة، ليس لأنه يريد توسيع رقعة سيطرته فحسب، بل لأنها أدرك أن عجزه عن وقف سقوط المقاومة اللبنانية والفلسطينية، سيشكل بداية لإنهياره ومن ثم القضاء عليه.
إن أهم ما يميز هذه الحرب عن سابقاتها، هو أن المقاومة خلال هذه العملية إعتمدت إستراتيجية جديدة من خلال تغيير التكتيك وإستخدام التكنولوجيا الحديثة في كشف وضرب أوكار الإسرائيليين للقضاء عليهم بشكل نهائي، فضلاً عن المعلومات الدقيقة والإحداثيات التي يمتلكها وبذلك بدت مسافة بسيطة جداً تفصل رجال المقاومة عن مناطق سيطرة جيش الاحتلال وبمجرد إجتيازهم لها ستقصم بها ظهر قوات الاحتلال و ستجعل رجال المقاومة يزفون النصر الكامل على إسرائيل بعد إنهاء وجودها.
وتكمن أهمية هذه الحرب في أنها دليل واضح على أن حزب الله لا يزال قادراً على الحسم، في المكان الذي يختاره، وقادراً على المناورة، وبسرعة ومرونة، على مجمل الأرض التي يوجد فيها، فلذلك من الواضح أن ثمة تحولات متوقعة لا بد أن يكون لها تأثير شديد على مجرى الأحداث في لبنان ، وان الصفعة المؤلمة التي سيتلقاها جيش العدو ستترك تأثيراتها على المنطقة وستمهد للعمليات القادمة في غزة ضد جيش الاحتلال.
بعد أن أصبح الجانب الإسرائيلي محاصراً بهذا الكم من الصفعات وسط تصاعد مؤشرات لوجود صفعات مضاعفة خلال الأيام والأسابيع القادمة، بات يتأكـد للجميع أن تل أبيب باتت مجبرة على إعادة حساباتها، لا سيَّما أن المقاومة تتداعى للرد على الغطرسة الإسرائيلية، وما الضربات الأولية على القواعد العسكرية الإسرائيلية إلا مؤشر للدخول في مرحلة مليئة بالردع المقاوم للكيان الغاصب ورُعاتِه الأمريكيين.
وبذلك ستكون هذه الحرب بداية النهاية للكيان الصهيوني وداعميه في المنطقة، كما إن هذه الحرب ستكبّد قوات الاحتلال الآلاف من القتلى، خاصةً أنها تتعرّض لضربات موجعة من قبل المقاومة من خلال الصواريخ والطائرات من دون طيار، ومن هذا المنطلق تعتبر هذه الحرب فرصة ذهبية للقضاء على هذا الكيان وأدواته.
في المقابل ننصح المتطرف نتنياهو بأن يستمع إلى قادة “جيشه”، إذ يهمس بعضهم إليه، بوقف الحرب مع المقاومة اللبنانية، بالشكل الذي يعني التورّط في حرب شاملة مع محور المقاومة، خاصة أن القوات الإسرائيلية منهكة بفعل الحرب في غزة، ولهذا السبب تتجادل القيادات العسكرية مع نتنياهو خلف الكواليس لإنهاء القتال في غزة والجنوب اللبناني، لكنه لن يفعل ذلك، ويفوّت آخر فرصة له للنجاة، بعد أن عجز جيش الاحتلال عن تحقيق أهدافه حتى اليوم داخل قطاع غزة، وإدراكه ضعف قدراته أمام محور المقاومة، والتي سيكون لها إنعكاسات سلبية داخل المجتمع الإسرائيلي، الذي يعاني في الأساس من أزمات اقتصادية وسياسية.
هؤلاء الرجال الأبطال ” المقاومة” خرجوا بمبادئ وطنية راسخة وبسيطة يجتمع عليها كل المقاومين وعلى رأسها مبدأ نهاية أسرائيل، فالضربة التى تلقتها تل أبيب، بخرت أوهامها، وأدركت أنها أمام مقاومة شرسة، كما تيقنت أنه من الصعب بل من المستحيل أن تستطيع احتلال سنتيمتر من قطعة أرض في الجنوب اللبناني أو غزة.
مجملاً… إن النجاحات الأخيرة التي يحرزها رجال المقاومة، مؤشر واضح بقرب نهاية إسرائيل، لذلك فإن المقاومة التي أثبتت بأنها عصية على الانهيار والإنكسار، هي أمل الشعوب في الحسم العسكري، فأخبار الإنتصارات القادمة من الجنوب وغزة تثبت مرة جديدة أن هذه المقاومة هي القوة الوحيدة التي تستطيع مجابهة الارهاب ودحره وإعادة الأمور إلى نصابها في كل بقعة من أرضنا وبلادنا وتفنيد مزاعم أمريكا وحلفاؤها الذين يدعون محاربة الإرهاب علناً ويدعمونه سراً أو عبر وكلائهم في المنطقة.
كاتب سوري/ جامعة الفرات
انسخ الرابط :
Copied