موقع المغرب العربي الإخباري :
لم تسقط الكلمات سهوًا من فم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب، حين صرح بالأمس أنه يطمح بـ”توسيع رقعة إسرائيل” التي وصف مساحتها بأنها “صغيرة على الخارطة”، وأنه طالما فكّر بـ”توسيعها”!
هذا التصريح الخطير، يفترض قراءته بمنتهى الجدية، وليس في سياق الدعاية الانتخابية، فهو يتماشى مع مخططات حكومة بن غفير وسموتريتش، اللذان يسعيان لاعادة ضم الضفة الغربية، وتهجير سكانها شرقي النهر، لتوسيع كيان الاحتلال على حساب الضفة الغربية والأردن!
ترامب الذي انشغل خلال فترة ولايته السابقة بتصفية القضية الفلسطينية، ضمن “صفقة القرن” التي أعاق استكمال تنفيذها فوز الديمقراطيين عليه، ربما يحاكي اليوم أيضًا وهو ماض في طريق عودته للبيت الأبيض “وعد بلفور” جديد لليهود، لتحقيق نبوءة توراتية أزلية لهم، تقضي بإقامة “دولة اسرائيل الكبرى” بين النيل والفرات، على أنقاض الدول العربية الغافلة!
أطماع كيان الاحتلال التوسعية، ستكون على حساب الدول العربية طبعًا، ولتعترف تلك الدول، شاءت أم أبت، أنه لا يقف أمام تحقيق هذه الأطماع اليوم سوى المقاومة الفلسطينية، التي تتصدى لكيان الإحتلال وحدها في قطاع عزة.
خروج الكيان الإسرائيلي منتصرًا في حربه الدموية التي يشنها على قطاع غزة لا قدر الله، يعني إحكام قبضته على المنطقة والعالم العربي للمئة عام القادمة، وإخضاع دولها وشعوبها ومقدراتها للهيمنة الصهيونية المسنودة بالهيمنة الأمريكية والغربية، حتى قيام ناقة صالح، ولن تقوم لهذه الأمة المتشظية بعدها قائمة.
المفارقة العجيبة، أن خروج المقاومة صامدة منتصرة في حربها مع كيان الاحتلال، يعتبر لدى بعض الأنظمة العربية تهديدًا لعروشها، فهي تخشى أن تصبح فكرة المقاومة نموذجًا ملهمًا لشعوبها، وخيارها، ومسارها، للتحرير والتحرر!
المفارقة أيضًا، أن أنظمة عربية تنظر للمقاومة، وللاسلام السياسي عمومًا، كعدو لها، فيما تسعى وتهرول لتحالفات وتطبيع مع “اليهودية السياسية”، وكيانها الاحتلالي العقائدي، وتحابيه وتواليه، بدلًا من معاداته!
عمومًا، إذا حسم ترامب انتخابات الرئاسة الأمريكية لصالحه في الخامس من تشرين الثاني القادم، فعلى الدول والأنظمة العربية، تحضير حالهم لواقع عربي أشد مرارة، وحقبة أحلك قتامة، ربما تحلّ بتوقيت عربي لا تحسد عليه، حيث أوشك صبر شعوبها على النفاذ، وبلغت قلوبهم الحناجر!
كاتب وصحفي أردني
انسخ الرابط :
Copied