“النكبة”، المصطلح الفلسطيني الذي يعبر عن المأساة التي عاشها الشعب الفلسطيني عام 1948م حين تشردت الأسر من ديارها واغتُصبت أراضيها، وذلك لإقامة الدولة اليهودية (المحتلة)، وقد شملت المأساة تهجير أكثر من 750 ألف فلسطيني من بيوتهم وقتل إسرائيل نحو 15 ألف فلسطيني وعربي، تماماً مثلما يعيش الآن أهل غزة نكبتهم الثانية التي قتل فيها الكيان الصهيوني الغاصب أكثر من 35 ألف فلسطيني وهجّرت نحو مليون و900 ألف من منازلهم.
بين النكبتين قدم الفلسطينيون أرواحهم في سبيل الحصول على الحرية، لكنهم لم يحصلوا على دولتهم المنشودة، بل على العكس تماماَ، فقد دمّرت على أثر النكبة الفلسطينية أكثر من 400 قرية بالإضافة إلى الكثير من المدن الرئيسية، وذلك في محاولة من الكيان الصهيوني لتنفيذ خطة التطهير العرقي في الأراضي الفلسطينية.
إن وعي الفلسطينيين وتمسكهم بأرضهم ووطنهم سيسقطان كل محاولات الاحتلال الإسرائيلي في تهجيرهم من بيوتهم واغتصاب أراضيهم وأملاكهم، والتي تسببت في أكثر من 100 ألف من الشهداء والجرحى، فحق الشعب الفلسطيني لن يسقط، وتمسكهم بأرضهم لن يضمر ولن يرحل.
لقد اعتبرت “منظمة العفو الدولية” التهجير القسري للفلسطينيين المستمر إلى الآن لقرابة مليوني فلسطيني، والتدمير الشامل الذي يحدث في غزة، بمثابة الدليل القاطع للسجل التاريخي المروع لإسرائيل المحتلة في تهجير وقتل الفلسطينيين، ورفضهم المستمر لاحترام حقهم في العودة لأرضهم ووطنهم طوال ال76 عاماَ الماضية.
ورغم كل ما عاناه الشعب الفلسطيني من تهجير وتدمير ومجازر، فما زال شامخاً في وقفته أمام الكيان المحتل، رافضاً التخلي عن أرضه والاستسلام للواقع المؤلم، فقد احتفظ الفلسطينيون الذين عادوا إلى منازلهم المدمرة بمفاتيح ورثوها عن أجدادهم، لمنازل أخرجهم منها الاحتلال الغاصب قسراً، شاهدة على نكبتين، وظلم دام لسنوات طويلة.