موقع المغرب العربي الإخباري :
تسعى المملكة العربية السعودية لتحويل الدولة الفلسطينية من اوراق الامم المتحدة الى الواقع من خلال تشكيل تحالف دولي يعترف بهذه الدولة، وقد سبقها في ذلك دول عربية سعت الى حصول الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية وقد اثمرت هذه الجهود في عام 2012 عندما اقرت الجمعية العامة للمتحدة في 29 نوفمبر من العام نفسه بتغيير وضع فلسطين من كيان الى دولة بتصويت 138 دولة واعتراض 6 دول وامتناع 41 دولة من اصل 193 ، وحسب هذا القرار يحق لدولة فلسطين الانضمام الى وكالات الامم المتحدة المتخصصة وايضا الانضمام الى المعاهدات المبرمة كقانون البحار والمحكمة الجنائية الدولية والمياه الاقليمية والحيز الجوي ومنذ 17 ديسمبر من عام 2012 بدأت الامانة العامة للامم المتحدة تسمى في وثائقها فلسطين باسم الدولة وبعد سنة مُنح الرئيس الفلسطيني الحق في الجلوس في مقعد الجمعية العامة المخصصة لرؤساء الدول كما ومُنح الحق في اعتلاء منصة الجمعية لالقاء الخطاب السنوي اسوةً ببقية الرؤساء، وامام هذا الهدف عددٌ من المعوقات،:
ـ اولها : وجود بنيامين نتنياهو على راس السلطة في اسرائيل، فهو من اشد المخالفين لتشكيل الدولة الفلسطينية ويعد وجود الدولة الفلسطينية خطرا على اسرائيل، وقد سبق له ان هاجم من سبقه من رؤساء الحكومات الاسرائيلية خلال 1996 الى 1999 رابين وبيريز بانهما أيدا تشكيل الدولة الفلسطينية، فوجود نتنياهو في السلطة مانع كبير لتشكيل هذه الدولة وسيعرقل جميع المحاولات الجارية لتشكيل الدولة الفلسطينية.
ـ المعرقل الثاني: الذي سيحول دون تشكيل هذه الدولة هو الفيتو في مجلس الامن لان العضوية الكاملة في الامم المتحدة لابد وان تتم بمصادقة مجلس الامن واي فيتو من قبل احدى الدول الخمس صاحبة العضوية الدائمة في مجلس الامن سيحبط جميع الجهود الرامية لتشكيل هذه الدولة ، فكان لابد من كسب الاعتراف بالدولة الفلسطينية من هذه الدول قبل كل شيء.
ـ اما المعوق الثالث: الذي يواجه تشكيل الدولة الفلسطينية فهو اشتراط اتفاقية اوسلو بان يتم تشكيل الدولة الفلسطينية عبر مفاوضات مع اسرائيل، واسرائيل معروفة بتصلبها في المفاوضات ومحاولاتها في الحصول على اكبر المكاسب اثناء التفاوض حتى لو اقتضى ذلك استخدام القوة النارية الهدامة في دفع المفاوضين للاستسلام الى رغباتها، هذا ان وافقت على تشكيل الدولة الفلسطينية فهي تريدها دولةً منزوعة السلاح فاقدة السيادة على اراضيها تعيش تحت هيمنة السلطات الاسرائيلية، وايضا هي التي ترسم خارطة وحدود هذه الدولة حتى لوجاءت مخالفة لقرارات الامم المتحدة والقمم العربية والمبادرة السعودية بقيام الدولة الفلسطينية على الاراضي التي سبقت حرب حزيران وان تكون عاصمتها القدس الشرقية، وهذا ما يتعارض مع الاهداف الصهيونية في تحجيم الدولة الفلسطينية.
من هنا فان الدعوات والمساعي الجارية لتشكيل الدولة الفلسطينية ستصطدم بهذه العقبات اذا لم نجد لها حلا، والحلول ليست بسهلة إذ ليس من السهل الاطاحة بنتنياهو والاتيان بحكومة اسرائيلية تقبل بفكرة الدولة الفلسطينية وتقبل بها كدولة ذات سيادة على اراضيها بدون ان ينقص منها شبرا واحدا.
كاتب عراقي
انسخ الرابط :
Copied