موقع المغرب العربي الإخباري :
ماذا تبقّى من كلام يمكن التحدّث به عن خيانات بعض الأنظمة العربية بحقّ فلسطين وشعبها، والمقاومة التي بقيت وحدها في ساحة الصراع والنضال بعد أن غابت جيوش العرب عن المشهد تماما؟
أشعر بالملل أحيانا حين الكتابة في مثل هكذا مواضيع، ولكن وجدت أنّ الخيانة متأصّلة ولا تنتهي لدى بعض الأنظمة، التي مازالت على نفس عهدها ووعدها للصهاينة، فباتوا هم الوباء الذي ينهش في جسد هذه الأمّة، التي ابتلاها الله بحكّام باعوا ما تبقّى من ضمير وشرف.
بعد اغتيال القائدين الكبيرين اسماعيل هنية وفؤاد شكر، أشارت صحيفة يديعوت أحرونوت بأنّ دولا عربية أشادت بإعجاب كبير بالنشاط الإستخباري الدقيق لكيان الإحتلال، وهو إعجاب يدلّ على مدى التصهين والعمالة لدى هذه الأنظمة، التي تشارك بصورة لا لبس فيها في أعمال القتل والإجرام في غزة.
المقاومة في غزة تقاتل اليوم على عدة جبهات، وليس جبهة واحدة، فهي في مواجهة مباشرة مع جيش الإحتلال والأسلحة الأمريكية التي تتدفّق باستمرار، وكذلك تعيش مواجهة لا تقلّ ضراوة مع أنظمة عربية، تشعر بالضيق والحرج لعدم قدرة جيش الإحتلال على إنهاء المقاومة.
إضافة لذلك ؛ فإنّ وزير حرب الإحتلال غالنت يدعو تلك الأنظمة وغيرها إلى ضرورة بناء تحالف قوي موجه لإيران، لأنّها تعمل على زعزعة الإستقرار في الشرق الأوسط، في حين أن الكيان هو مصدر الأمن والإستقرار، وأعتقد بأنّ هذا الحلف قائم منذ سنوات، فعربان الردّة هم دائما في حالة السمع والطاعة لقادة الصهاينة ومعهم ساكن البيت الأبيض.
أجزم بأنّ ما يسمّى القوّة الإستخبارية الصهيونية ستطال تلك الأنظمة عاجلا أو آجلا، حين تنتهي المهام الموكلة إليهم، حيث ستقذف بهم داخل سلّة المهملات، ناهيك عن ثورات شعبية أراها قادمة لا محالة، بغض النظر عن الواقع العربي المزري الذي تعيشه الأمّة.
كلّ تلك الأنظمة وخياناتها ومؤامراتها، لم تعد ذات تأثير على المقاومة البطلة ومحاور الإسناد، وحين يصرّح السيد حسن نصرالله بأنّ حزب الله شريك مع حماس والمقاومة الفلسطينية في النصر والشهادة، فهذا يكفي، وحين يأتي المدد من اليمن حيث أنصار الله، تثلج صدورنا، وكذلك تلك المقاومة التي تقذف حممها تجاه تل أبيب وحيفا والقادمة من العراق.
لم نعد بحاجة لجيوش عربية، والثقة مطلقة بالمقاومة رغم كل الأحداث والمجريات، فتحرير فلسطين قادم، وتحرير شعوب عربية من أنظمتها بات على الأبواب، والعبد الفقير إلى الله سيظلّ يقذف حممه تجاه عربان الردّة، إلى أن يأتي اليوم الذي نفتقد فيه هؤلاء، والذين سيذهبون إلى مكانهم الطبيعي حيث مزابل التاريخ.
فعلا .. خيانات عربية تجري وفق الأصول، وحسب ماهو متّفق عليه، والرئيس الأمريكي ينادي على حاجبه قائلا .. أيّها الغلام، أعط هذا الحاكم الف درهم، لأمانته وحرصه على أن يظلّ عبدا مطيعا لنا .. إنصرف ياهذا!
كاتب فلسطيني
انسخ الرابط :
Copied