موقع المغرب العربي الإخباري :
لقد نجحت أمريكا والدول الغربية الإستعمارية بخلق حالة من الفوضى الغير أخلاقية في عالمنا العربي بدعمهم المتواصل لكيانات خارجة عن القانون والإعتداء على الشعوب المسالمة وبات صراع البقاء في هذا العالم هما ومتطلبا أساسيا لمواجهة التحديات فبرزت الحاجة للتكتل العربي والإسلامي للمحافظة على شعوبنا وتأمين حماية تحفظ وجودهم ومستقبل أجيالهم وقد شكلت إسرائيل وأثيوبيا رأس حربة لهذا الخطر والتهديد الذي بدأ يتصاعد في منطقتنا ويحمل تهديدا وجوديا لدولنا العربية تحديدا ،فها هي إسرائيل تمارس الإبادة وترتكب كافة الجرائم المخالفة للقانون الدولي ضد أهلنا في غزة وفي فلسطين وسرعان ما إنتقلت الى عاصمة عربية أخرى فقصفت وقتلت الشعب اللبناني الشقيق بشكل مخالف للقانون الدولي وجسدت العرب أمام العالم بصورة مذلة كجسم ضعيف يتيم لا حول له ولا قوة مما يشجع القتلة والمجرمين للتداعي على دولنا العربية ليس من ضعف وإنما لأننا دولا تحترم القانون وتنفذ طلبات أمريكا التي مكنت هذه الدول الإرهابية ودعمتها للاعتداء علينا بأكثر مما ترغب أمريكا، فإسرائيل وأثيوبيا وجهان للإرهاب الغربي الذي يسعى لإضعاف الأمة العربية والإسلامية والإستيلاء على مقدراتها فأصبح هؤلاء الإرهابيون يتداعون علينا كما تتداعى الأكله على قصعتها ومن يتعمق في تقصي الحقائق يجد أن الدول الإستعمارية هي المحرك والحامي والضامن لإعتداء كل من إسرائيل وأثيوبيا على الأمن القومي العربي حتى وصل الأمر بأثيوبيا وهي تلك البقعة الضعيفة والفقيرة للإستقواء على أنبل شعب وأعظم جيش في المنطقة فهي تصر على تدمير الأمن المائي لشعبنا العربي المصري الذي عرف عنه الطيب والكرم والإلتزام بالقانون وعدم الإستقواء على الآخرين برغم إلتزام مصر بالقانون الدولي وتفضيل الدبلوماسية والحوار لحل النزاع إلا أن ذلك لم يلاقي ترحيبا أثيوبيا ،وكانت بداية التحول والإنحدار العربي من كامب ديفيد تلك الإتفاقية التي أضعفت الأمة العربية وأصابتها في مقتل ووضعت الأمن القومي العربي في مهب الريح بتحييدها للجيش المصري عن قضايا الأمة العربية ،ويجب ان نؤمن أنه وبدون مصر لا يوجد أمن قومي عربي كما لا يمكن لمصر أن تعيش أيضا بمعزل عن الأمن القومي العربي فعندما تعرض إقتصادها للخطر لم تهب أمريكا ولا فرنسا ولا أي دولة غربية لإنقاذه بل ظهرت عليهم علامات السعادة وساعدوا سرا في تعميق الأزمة الإقتصادية ،فهبت دول عربية مقتدرة ممثلة بالسعودية والإمارات وقطر لإنقاذ الأمن القومي العربي من الخطر الذي ينتظره وحماية الشعب المصري الشقيق والمحافظة على جيشه العظيم الحامي للأمننا القومي العربي ،وأعتقد أننا الآن كعرب أحوج ما نكون ومطالبين بالتلاحم السريع لمواجهة خطر الدول الإرهابية وتشكيل حصنا عربيا قويا يضع حدا للأطماع الأمريكية والغربية.
ونتمنى على مصر العظيمة أن تتولى قيادة هذه المهمة القومية وهذه المرحلة الصعبة وتسترد زمام المبادرة ،فهي تمتلك أعظم جيش وقوة إستراتيجية في المنطقة ولديها شعبا مجربا بنضاله وتضحياته وكفاحه ضد الصهاينة ويستطيع أكل الأعداء بأسنانه والإجهاز عليهم فأثيوبيا لا تمثل سوى حشرة صغيرة أمام شعبنا المصري ،ولا يحق لهذه الدولة الضعيفة أن تتلاعب بالأمن القومي المائي لأهلنا في مصر ونطالب الدول العربية أن تنظر لهذه التحولات السياسية والعسكرية المتسارعة بمحمل الجد وأن تستشعر مخاطر هذه المرحلة الصعبة وتضع حدا لتهور العدو الصهيوني وإستقوائه على الضعفاء في غزة ولبنان فإسرائيل هي من دعمت سد النهضة، وأسست لذلك ووفرت حماية كافية له لتعطيش شعبنا المصري وإضعاف دور مصر القومي، وأعتقد أن هاتين الدولتين التافهتين وبمجرد تأكدهم من أن العرب قد عادوا لمجدهم وتاريخهم سينهارون ويتقهقرون إلى مضاجعهم ،ويعيدون لنا حقوقنا ومائنا وتتوقف أطماع الدول الإستعمارية بمنطقتنا لتبحث لها عن بقعة ضعيفة تمارس هواياتها فيها فكفانا ذلا وهوانا وصمتا بينما أهلنا يتعرضون للإبادة في فلسطين ولبنان والبقية تنتظر مصيرا حتميا ولنا في ردة فعل الغرب تجاه الشعب الأوكراني عبرة مع أنهم لا يرتبطون بجزء يسير مما ترتبط به شعوبنا العربية والإسلامية ولم نقدم لأهلنا في لبنان وغزة ما يفرضه الواجب الديني والقومي علينا .
حفظ الله أمتنا العربية والإسلامية صاحبة المجد والتاريخ .
عميد اردني متقاعد
انسخ الرابط :
Copied