قالت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، اليوم الأحد، في افتتاحيتها إن “هجوم الدهس القاسي حصد أرواح ثلاثة إسرائيليين. لكنّ الوزير المسؤول عن الأمن القومي إيتمار بن غفير يعمل على مفاقمة الوضع، وليس تهدئته”.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ “حتى قبل إخلاء جثث القتلى، سارع بن غفير إلى الإعلان عن أنه وجّه الشرطة بالاستعداد لعملية “سور واقي 2″ في القدس، ونصب حواجز وتصعيب روتين حياة مئات آلاف الفلسطينيين المقيمين في المدينة”.
ووفقاً لـ”هآرتس”، فإنه “على الرغم من أنه تبين بعد الهجوم أن عائلة منفّذ الهجوم، حسين قراقع، لا صلة لها بالأحداث، أصر بن غفير على فرض عقوباتٍ جماعية تسبب بالتأكيد تدهوراً أمنياً”.
وقالت الصحيفة إن “بن غفير انبرى بإعلانٍ بناءً لرأيه، من دون أن يسمع مواقف رجال الأمن، ومن دون أن يأخذ بالحسبان آثار خطوة كهذه، والأخطر، من دون صلاحية ومن دون نقاشٍ مسبق في الكابينت السياسي–الأمني”.
واعتبرت أن “بن غفير لا يعمل كشخصٍ يسعى إلى وقف التصعيد، بل كشخصٍ يسعى إلى المفاقمة من أجل دهورة البلد إلى انتفاضة شبيهة بما سبق عملية “السور الواقي” في سنة 2002″، لافتةً إلى أن “كلامه يمكن أن يفسّره الفلسطينيون بأنه إعلان حرب، ومن الممكن أن يؤجج هجماتٍ إضافية”.
وأضافت الصحيفة الإسرائيلية أنه “لا يكفي انتقاد بن غفير، وممنوع أن ننسى من عيّن ناشط اليمين المتطرف، الاستفزازي والمجرم المُدان، الذي وضع هدفاً له السيطرة على الشرطة وجر البلد إلى صِدامٍ مباشر مع الفلسطينيين”، قائلةً إن “أعضاء حزبه تواقون إلى انتقام، في حين أنهم ينسون وظيفتهم، الحفاظ على الأمن”.
واعتبرت أن “أصابع الاتهام يجب توجيهها إلى من اختار تعيين بن غفير في منصبه أي رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو”، مشيرةً إلى أن “من يضع شخصاً خطيراً وفاشلاً كبن غفير في منصب وزير الأمن القومي، لا يتعجبنّ من أن تلميذ الحاخام كاهانا معني باستغلال الوضع الأمني الصعب من أجل جر البلد بأسره إلى حربٍ شاملة”.
وقالت إن “نتنياهو معلّق ببن غفير في حملة هروبه المدمّرة من رعب القانون، والثمن الباهظ يضطر لدفعه كل مواطني إسرائيل”.
يأتي ذلك في وقت، كثرت الانتقادات التي طالت بن غفير بسبب السياسات المستفزة التي يتبعها. وشنّ مسؤولون إسرائيليون، هجوماً على وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، بسبب تصريحاته بشأن إطلاق عملية “السور الواقي 2” في القدس المحتلة.
وعلقت وسائل إعلام إسرائيلية، أمس السبت، على العملية الفدائية التي حصلت في القدس المحتلة، قائلةً إن “السور الواقي لن توقف مهاجماً منفرداً، وكذلك الإغلاق سيضر أكثر مما ينفع”.