قدمت الولايات المتحدة مشروع قرار معدل إلى مجلس الأمن، وفق ما أكد مراسل الميادين في نيويورك، وقد حدّدت فيه واشنطن جملة من المطالب، في ظل العدوان المتواصل على قطاع غزّة.
وطالب مشروع القرار بوقف فوري لإطلاق النار في غزّة، مؤكداً “على أن هذا ينبغي أن يضع الأساس لوقف مستدام لإطلاق النار”.
وأكد “الحاجة الملحة لتوسيع تدفق المساعدات الإنسانية إلى المدنيين في قطاع غزة بأكمله، ورفع جميع الحواجز التي تحول دون وصولها، مع ضمان تدفقها المستدام عبر جميع نقاط العبور الضرورية، بما في ذلك معبر كرم أبو سالم وفتح معابر إضافية وممر بحري”.
وعبّر القرار عن “قلقه العميق” إزاء خطر المجاعة والأوبئة الذي يواجه السكان المدنيين في غزة، مشيراً إلى أنّ الجوع في القطاع وصل إلى مستويات كارثية.
ورفض القرار “أي تهجير قسري للسكان في غزة في انتهاكٍ للقانون الدولي، كما رفض الإجراءات التي من شأنها تقليص مساحة القطاع، بما في ذلك إنشاء ما يسمى بالمناطق العازلة”، معرباً عن “قلقه من تداعيات الهجوم البري على رفح لأنه سيؤدي إلى مزيد من الضرر للمدنيين ونزوحهم بشكل أكبر”.
ورفض أيضاً مشروع القرار الأميركي المقدم إلى مجلس الأمن “أي محاولة للتغيير الديموغرافي أو الإقليمي في غزة”، مكرراً “التزامه الثابت برؤية حل الدولتين”.
ونصّ القرار على دور جميع الوكالات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة، مُرحِباً بقرار الأمين العام بإجراء تحقيق في الادعاءات القائلة بأن بعض موظفي الأمم المتحدة و”الأونروا “شاركوا في 7 أكتوبر.
إلا أن مشروع القرار الأميركي، وعلى صعيد آخر، حثّ الدول الأعضاء على تكثيف جهودها لقمع ما اعتبره “تمويلاً للإرهاب، بما في ذلك عن طريق تقييد تمويل حماس من خلال السلطات المعمول بها على المستوى الوطني”. وفق تعبيرها.
وطالب “جميع الأطراف بالامتثال لالتزاماتها بموجب القانون الدولي فيما يتعلق بجميع الأشخاص الذين تحتجزهم”، مؤكداً على “إدانة الهجمات التي قادتها حماس في 7 أكتوبر 2023”.
وشدّد القرار على “أهمية منع امتداد الصراع في المنطقة، بما في ذلك على طول الخط الأزرق”، مُديناً العمليات التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر.
“خطة” أميركية في رفح
مشروع القرار الأميركي، يأتي في وقت تتعمّق فيه الفجوات بين واشنطن و”إسرائيل” في العديد من الملفات، ولا سيما بشأن التوغل البري الإسرائيلي في رفح.
وفي هذا السياق، كشفت صحيفة “بوليتيكو” الأميركية أنّ واشنطن ستطرح خطة لـ “أمن الحدود بين غزة ومصر بدلاً من الهجوم على رفح”، الذي يصرّ على شنّه رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو.
وفي التفاصيل، ذكرت الصحيفة أن الخطة تقضي بـ “محاولة القوات الإسرائيلية تقويض نقل الأسلحة إلى رفح”، مما يؤدي إلى “خنق قدرة حماس على شن هجوم آخر ضد إسرائيل” وفق مزاعم الخطة.
ولفتت الصحيفة إلى أنّ هذه الخطة تندرج في مجموعة من الخيارات التي ستطرحها الولايات المتحدة على الطاولة لتجنب هجوم بري جنوبي القطاع.