أفادت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، اليوم الجمعة، بأنّه بينما يفكّر العالم في الشكل الذي قد تبدو عليه السياسة الخارجية لإدارة الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب الثانية، فإنّ كلمات المستشارين المقربين إليه وإلى أفراد أسرته، توفّر أدلةً مهمة على ما ستكون عليه.
ولهذا السبب، وفقاً للصحيفة، أثارت تصريحات جاريد كوشنر الأخيرة، بشأن الصراع بين “إسرائيل” وغزة، كثيراً من الجدل، إذ أرسل ترامب، عبر كوشنر، بصفته مستشاره السابق للشرق الأوسط، إشارةً مفادها أنّ ولاية ترامب الثانية “قد تعني دعماً أميركياً أكبر للإسرائيليين، الذين يريدون طرد الفلسطينيين من غزة وإعادة استيطان المنطقة”.
وبحسب “واشنطن بوست”، فإنّ فكرة، مفادها أنّ “حدود غزة قابلة للاستبدال، وأنّ الفلسطينيين قد لا يتمكّنون من الناحية الواقعية من العودة إلى ديارهم، تتناقض، بصورة مباشرة، مع السياسة الأميركية الحالية، التي تصرّ على حقّ سكان غزة في البقاء في غزة في حدودها الحالية”.
ورأت الصحيفة أنّ “هناك منطقاً سليماً وراء هذا النهج، إذ قد تشكّل أعمال التهجير القسري عناصر تهمة الإبادة الجماعية”، كما أوضحت محكمة العدل الدولية، في أمرها الصادر في كانون الثاني/يناير الماضي، في القضية المرفوعة ضد “إسرائيل” من جانب جنوب أفريقيا.
وتطرّقت “واشنطن بوست” إلى “الطريقة التي يتعامل بها فريق ترامب، الذي يهيمن بصورة متزايدة على الحزب الجمهوري، مع السياسة الخارجية، إذ ينظر إلى كلّ مشكلة دولية على أنّها فرصة في التوصل إلى اتفاقٍ بين القادة، في حين يَعُدّ الحقوق والتطلعات للشعوب، التي لا تتمتع بأيّ سلطة، غير ذات أهمية”.
ويُعَدّ خطاب كوشنر “المتهوّر”، وفقاً لـ”واشنطن بوست”، “بمنزلة معاينةٍ محتملة للفوضى والقسوة، اللتين قد تأتيان مع السياسة الخارجية لإدارة ترامب الثانية، سواء كان هو نفسه متورطاً، أم لا”.
وكان كوشنر دعا “إسرائيل” إلى مخطّطٍ يقضي بنقل سكان غزة إلى صحراء النقب، من أجل استغلال الواجهة البحرية للقطاع.
وأضاف أنّه لو كان مسؤولاً في “إسرائيل”، فإنّ أولويته الأولى ستكون إخراج الفلسطينيين من رفح، جنوبي القطاع، و”أنّه بالدبلوماسية قد يكون من الممكن إدخالهم مصر”.
بدورها، أكّدت صحيفة “الغارديان” البريطانية أنّ هذه الدعوة ترقى إلى مستوى التهجير القسري للسكان، وغير القانوني، بموجب القانون الدولي.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أنّ كلام كوشنر يعطي لمحةً عن نوع السياسة الأميركية تجاه الشرق الأوسط، والتي يمكن أن يتبعها ترامب، في حال عودته إلى البيت الأبيض في الانتخابات المقبلة.