وكانت شركات معروفة بتبعيتها للإمارات تدير الجزء المدني من مطار العاصمة كابول الدولي قبل سيطرة طالبان على السلطة منتصف أغسطس/آب الماضي.
وفي 22 ديسمبر/كانون الأول الماضي، قالت مصادر دبلوماسية إن الدوحة وأنقرة اتفقتا على التشارك في تشغيل مطار كابول، حيث سيتم إكمال المفاوضات مع الحكومة الأفغانية بهذا الخصوص.
وأكد وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، ما ذكرته المصادر، وقال في برنامج تلفزي الخميس، إن “فكرة العمل مع قطر في تشغيل المطار اتضحت للجميع”.
وأوضح أن “أنقرة والدوحة اتفقتا على تقديم مقترح بالجمع بين الشركتين التركية والقطرية (لم يسمهما)”، لافتا أن “الاقتراح يتضمن قضايا مثل تشغيل المطار، وبعده الاقتصادي، والاستثمارات التي يتعين القيام بها والمسائل الأمنية، حيث تم نقله إلى الطرف الآخر”.
وتابع الوزير التركي: “إذا نظروا بإيجابية إلى مقترحنا هذا، وإذا تمكنا من الاتفاق على قضايا مختلفة، بما في ذلك الأمن، فستكون هناك فرصة للعمل ليس فقط في كابول، ولكن أيضا في 5 مطارات أخرى، لا سيما في مزار شريف وهرات”.
وفي تصريح مقتضب، مساء الجمعة، قال المتحدث باسم طالبان، محمد نعيم، إن “المحادثات ما زالت جارية بشأن تشغيل المطارات ولم يتم التوصل إلى اتفاق بعد”.
وحول التفاوض مع الإمارات بهذا الشأن أفاد المتحدث بأن “هناك أحاديث جارية مع مختلف الشركات (دون تحديد)”.
من جانبه، يرى المحلل السياسي القطري علي الهيل أن “دخول الإمارات في تشغيل المطارات الأفغانية، إذا تم سيكون في إطار التعاون مع قطر وتركيا”.
وأضاف: “كثر الحديث بشكل غير رسمي عن أن الإمارات ستدخل على خط قطر وتركيا لتشغيل المطارات الخمسة، واليوم العلاقات الإماراتية التركية والقطرية أيضا استعادت زخمها”.
وأردف: “أظن أن طالبان لن ترفض دخول الإمارات مع تركيا وقطر في التشغيل، لأن هذه الدول ستتحمل أعباء تشغيل المطارات الخمسة، وذلك سيوفر الكثير على طالبان، جهدا ومالا ووقتا”.
وزاد: “طالبان تثق في قطر، فهي التي رعت الملف الأفغاني منذ عام 2013 ولا تزال”.
وتابع: “دخول الإمارات على الخط ينبع من علاقاتها التي قويت مع تركيا خاصة بعد زيارة (ولي عهد أبوظبي) محمد بن زايد إلى أنقرة (في 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي)”، متوقعا “مشاركة الإمارات وتركيا وقطر في تشغيل المطارات”.
ويكتسب مطار “حامد كرزاي” الدولي في كابول أهمية، كونه الرابط الجوي الرئيس لأفغانستان غير المطلة على بحار بالعالم، في وقت يواجه فيه ملايين من سكان البلاد أخطارا إنسانية عديدة، خاصة في فصل الشتاء.
ومنتصف أغسطس/آب الماضي، سيطرت حركة “طالبان” على أفغانستان بالكامل، بموازاة مرحلة أخيرة من انسحاب عسكري أمريكي من البلاد اكتملت نهاية الشهر ذاته.
ولا تزال دول العالم مترددة في الاعتراف بحكم “طالبان”، وتربط ذلك بسلوكيات الحركة، خاصة احترام حقوق الإنسان.
المصدر: الأناضول