عندما تجتمع قوى دولية استكبارية داعمة للإرهاب لاغتيال شخص مقاوم أرهق كل قواتها، اعلم أن هذا المناضل ليس شخصا عاديا وليس جنديا كباقي الجنود، وليس مسؤولا عسكريا كباقي المسؤولين، إنه الحاج قاسم سليماني شهيد القدس وشهيد الحق وشهيد الإسلام.
كل من جاهد من أجل الآخرين وأمنهم وعيشهم يصبح مقدسا في ذكراه، وهذا حال الشهداء العظام الذين ضحوا بدمائهم لأجل الإسلام ولأجل الأرض العربية واستقرارها، ومن ضمن هؤلاء، المناضل الجزائري أحمد مصالي الحاج، ناضل قبل ثورة التحرير من أجل الاستقلال، عارض بقوة ضم الجزائر إلى فرنسا، وساهم في تأسيس العديد من الأحزاب السياسية المناهضة للسياسة الفرنسية.
الشهيد سليماني حرر الشرق الأوسط من أخطر تنظيم إهابي عرفته البشرية، تنظيم استخدم كل وسائل وأشكال الإجرام، دمر وقتل وحرق واغتصب وارتكب أفظع الجرائم بحق كل الأديان والقوميات والأعراق، داعش المدعوم أمريكيا وإسرائيليا سعى للسيطرة على الوطن العربي بذريعة الدين لاستقطاب الشباب وزجهم في القتال، لقد أنهى الشهيد سليماني هذا الداء السرطاني واستئصله من الشرق الأوسط لينتهي تدريجيا.
في 11 مارس/آذار 1937 ترأس المناضل مصالي الحاج حزب الشعب الجزائري بعد أن تم حل حزب نجم شمال أفريقيا من طرف الاستعمار الفرنسي، وتعرض للسجن ومصادرة أملاكه عدة مرات بسبب نشاطه السياسي المعارض لفكرة إدماج الجزائر مع فرنسا.
وفي 17 سبتمبر/أيلول نجا مصالي من محاولة اغتيال في مقر إقامته الجبرية في شنتيلي.
وفي 4 مارس/آذار 1962 صرح بأنه مستعد لمواصلة العمل لبناء دولة حديثة على أسس ديمقراطية وأعلن عن إنشاء حزب سياسي يحمل اسم “حزب الشعب الجزائري”، إلا أن القانون الجزائري بعد الاستقلال كان لا يسمح بإنشاء أحزاب سياسية.
بقي في المنفى إلى أن وافته المنية يوم 3 يونيو/حزيران 1974 ودفن في مسقط رأسه بتلمسان.
استشهد الحاج سليماني على أيدي أعداء الدين والإنسانية، أفرغوا حقدهم ونار فشلهم في أرض اختلط ترابها بدم الشهيد المناضل ورفيق دربه في يوم هز فيه عرش الأعداء خوفا من الانتقام، وبالفعل تم الانتقام بشدة من قبل الجمهورية الإسلامية أمام العالم ليكون يوم بداية لذاك الانتقام.