منذ السابع من تشرين الأول، وعلى مدار عشرة أيام، حاول جيش الاحتلال تنفيذ عمل عسكري يستهدف أصحاب الأرض الفلسطينيين، وكان خياره الأول هو الغزو البرّي، ولكن لصعوبة المهمة، لجأ الاحتلال المجرم إلى خيار “المجزرة”، فقام بقصف مستشفى المعمداني بغاراته الجوية.
الصاروخ الأمريكي الذي استهدف ساحة المستشفى تم إطلاقه من طائرة أمريكية يقودها طيّار إسرائيلي، وأدّى إلى سقوط مئات الشهداء والجرحى، أغلبيتهم من النساء والأطفال. بعد هذه المجزرة الصهيونية، تلوّنت الأرض بلون الدماء الفلسطينية، وبكى العالم على صور الأطفال الشهداء.
المجتمع الإسرائيلي كان متعطّشاً إلى الانتقام بصورة جنونية وغير مسبوقة، بعد هزيمته النكراء في حرب طوفان الأقصى وانكسار جبروته، فارتوى من داء النساء والأطفال الأبرياء التي سالت في حي الزيتون، وكشف للعالم عن الوجه الحقيقي للعصابات الصهيونية الغاصبة.
الكيان الإسرائيلي في عنصريّته ودمويّته الفطريّة، يعتمد دوماً سياسة “إرهاب الآخر” و”جزر العمل المقاوم”، فقد استخدم طوال فترته القصيرة في فلسطين، جميع أنواع العنف والظلم الممكنة لإرهاب العرب الآخرين نفسياً، وردع أي عمل مقاوم بدناءة ووحشية لإشاعة قوته المزيفة في العالم.
نجحت الأحداث المتتالية في الأيام الماضية في إعادة القضية الفلسطينية إلى الصدارة مرة أخرى على المستوى العربي والعالمي، ومهما طالت هذه الحرب ومهما بلغت الخسائر، فإن الذاكرة العربية لن تنسى دناءة الاحتلال نتيجة هشاشته وعدم قدرته على مواجهة المقاومة الفلسطينية في الميدان الحقيقي.