انتهى الأسبوع الثاني من معركة “طوفان الأقصى”، مع استمرار قصف الغارات الجوية الإسرائيلية للمدنيين الأبرياء في قطاع غزة، وصل إلى حد تنفيذ جرائم إبادة جماعية بحق الفلسطينيين، وقتل الأطفال والنساء في مجازر عنيفة، وكل هذا يدلّ على أن الاحتلال الإسرائيلي لم يتبقَّ أمامه سوى استهداف المدنيين بسبب هشاشته وعجزه عن مواجهة المقاومة الفلسطينية بصورة مباشرة.
لقد مثّلت معركة “طوفان الأقصى” إنجازاً استراتيجياً كبيراً جعل الاحتلال أمام تحدٍّ كبير لم يكن في حسابات المنظومة الأمنية الإسرائيلية، فما جرى شكّل ضربة قويّة للاحتلال، عسكرياً وأمنياً واستخباراتياً، كما دمّر كل مفاصله التي يرتكز عليها.
الكيان يتخبط وشعر أنه تورط في هذه الحرب، ومساعيه كبيرة لمعرفة أي معلومات عن أسراه دون جدوى، وهذا فشل بعد فشل دون معرفة نتائج هذه الحرب، ورغم كل التحذيرات لعدم خوضه أي مغامرة طائشة في غزة، لا يزال يفرغ سمومه عبر طائراته ويرتكب المزيد من المجازر بحق الأطفال والنساء والشيوخ.
المقاومة لقنت هذا العدو درسا بمواجهته وإدخاله في مستنقع لا يستطيع الخروج منه، فهناك انتقادات داخلية وخارجية وإدانات دولية وعربية، وهو يتخبط بقصف المدنيين والمستشفيات دون مراعات أي قوانين أو معايير أخلاقية أو إنسانية أو قانونية.
ولكن من جهة أخرى نرى أن الصمت الدولي المتعمد والانحياز لكيان مجرم صهيوني من قبل أمريكا وأوروبا والعديد من الدول الأخرى، جعل الصورة أكثر وضوحا، أي محاولة احتلال غزة وإفراغها من سكانها واستعمارها لحساب مصالحهم وسياساتهم في المنطقة، وهذه مؤامرة قذرة على حساب دماء الأبرياء.