كشفت وسائل إعلام أجنبية أنّ الرئيس البرازيلي، لويز إيناسيو لولا دا سيلفا، اتّهم إدارة جايير بولسونارو بارتكاب إبادة جماعية ضدّ شعب اليانومامي في منطقة الأمازون، وسط غضب عام من كارثة إنسانية في أكبر إقليم للسكان الأصليين في البلاد.
وكان الرئيس البرازيلي، الذي تسلّم منصبه قبل 3 أسابيع، قد قام أمس السبت، برفقة وزيرة الشعوب الأصلية سونيا غواجارا بزيارة إلى منطقة بوا فيستا في ولاية رورايما في شمال البلاد حيث يقع جزء من أراضي يانومامي.
وقال لولا عبر “تويتر”: ما رأيته صدمني. لقد جئت إلى هنا لأقول إننا سوف نعامل أبناء بلدنا الأصليين مثل البشر”.
وجاء ذلك بعد أنّ أعلنت الحكومة البرازيلية حالة طوارئ صحية عامة لشعب اليانومامي في منطقة الأمازون، الذين يعانون من سوء التغذية وأمراض مثل الملاريا نتيجة للتعدين غير القانوني.
ووفق وسائل الاعلام، يعيش اليانومامي في أكبر منطقة للسكان الأصليين في البرازيل، مع أكثر من 9 ملايين هكتار ويبلغ عدد سكانها نحو 30 ألف نسمة، في المنطقة الشمالية من غابات الأمازون المطيرة، بالقرب من الحدود مع فنزويلا.
كما أشارت إلى أنّ “في السنوات الأخيرة، دق المتخصصون ناقوس الخطر بشأن تبلور الأزمة الإنسانية والصحية، وفي عام 2021 شهدت المنطقة 50% من حالات الملاريا في البلاد”.
وبحسب تقرير “يانومامي تحت الهجوم”، الذي أعدّه المعهد الاجتماعي البيئي، فإنّه خلال السنوات الأربع الأخيرة من حكومة بولسونارو، قفزت وفيات الأطفال في سن الخامسة أو أقل بنسبة 29%، ومات 570 طفلاً من أطفال اليانومامي بين عامي 2019 و 2022 بسبب أمراض قابلة للشفاء، إضافة إلى معاناة أكثر من 3000 من سوء التغذية.
ووفق التفاصيل التي نشرت، فإنّ “السبب الرئيسي لهذه الإبادة الجماعية هو غزو 20 ألف من عمال المناجم غير الشرعيين للمنطقة، إلى جانب قيام هؤلاء بأعمال التهديد بالقتل والعنف الجنسي وتعاطي الكحول والمخدرات، قام عمال المناجم بتلويث الأنهار وتدمير الغابات، مما حرم مجتمعات اليانومامي من مصادر الغذاء، بالإضافة إلى انتشار الملاريا”.
كما أنشأ عمال المناجم في المنطقة أكثر من 40 مهبط طائرات غير قانوني، واستولوا على بعض المراكز الصحية الحكومية الموجودة في المنطقة، بحسب الاعلام.
وكان هناك عامل آخر متعلق بالنهج السياسي لبولسونارو ، فخلال سنوات حكومة الرئيس السابق جايير بولسونارو ، انخفض عدد العاملين الصحيين في المنطقة وأغلقت أربع وحدات صحية، مما ترك المئات من شعب اليانومامي من دون خدمات طبية.
ويعيش حوالي 304 آلاف من السكان الأصليين في أراضي يانومامي التي تمتد على ولايتي رورايما وأمازوناس وكذلك في جزء من فنزويلا المجاورة.
ويواجه سكان هذه الأراضي التي يُفترض أنّها محمية وتُحظر فيها جميع عمليات التعدين، صعوبات في الحصول على الغذاء بسبب تدمير الغابات الاستوائية التي يعتمدون عليه في معيشتهم.
وبحسب قادة يانومامي، “غزا حوالي 20 ألف منقّب عن الذهب بشكل غير قانوني أراضيهم، وقتلوا سكاناً أصليين، واعتدوا جنسياً على نساء وفتيات، ولوثوا الأنهار بالزئبق الذي يستعمل في فصل الذهب عن الرواسب”.
وفي وقت لاحق من هذا الاسبوع، أطلقت حكومة لولا أولى عملياتها لمكافحة إزالة الغابات بعد 4 سنوات من الدمار الهائل في ظل حكومة الرئيس اليميني المتطرف السابق جايير بولسونارو الذي لطالما كان موقفه معادياً للشعوب الأصلية.