قال قائد سلاح الجو في “جيش” الاحتلال الإسرائيلي، تومار بار، لضباط من الاحتياط، إنّ الضرر بالكفاءة يتعمّق، مضيفاً أنّ المنظومة لن تعود إلى ما كانت عليه قبل احتجاج عناصر الاحتياط.
بدوره، أكد اللواء في الاحتياط وقائد سلاح البر سابقاً، غاي تسور، أنّ قانون التجنيد هو “خط أحمر”، معرباً عن اعتقاده أنّ “الجيش” سيتفكك في حال تجاوزه.
وأشار معلق الشؤون العسكرية في “القناة الـ13” الإسرائيلية، أور هيلر، إلى ما قاله بار للطيارين في الاحتياط، حين أكد أنّ سلاح الجو لن يعود إلى ما كان عليه، حتى لو عاد كل شيء إلى طبيعته.
ووفقاً لهيلر، فإنّ هذه الجملة هي “الأكثر إيلاماً وإثارةً للقلق، لأنّها تؤشر على أنّ شيئاً عميقاً جداً قد حدث، ليس فقط في سلاح الجو، بل في الجيش الإسرائيلي كله”.
ووصف المعلق الإسرائيلي اللقاء، الذي جمع قائد سلاح الجو و60 عنصراً من الاحتياط، وبينهم طيارون وضباط في وحدات الرقابة الجوية، بأنّه “محادثة أخرى مشحونة”، مشيراً إلى أنّ “الجيش” الإسرائيلي يشهد ضرراً “يزداد باطّراد”.
وأضاف هيلر أنّ الضرر بسلاح الجو سيتعمق أكثر في كل التشكيلات، كلما مرّ الوقت، لأن السلاح مبني، بنسبة عالية، على عناصر الاحتياط، والذين عليهم التدرب كل أسبوع، وعندما لا يحدث هذا، تتضرّر الكفاءة.
وتابع: “لا يوجد تاريخ محدد للضرر، لكن اتجاه الأمور واضح. كلما مضى الوقت، فإن كفاءة سلاح الجو ستتضرر”.
ولفت معلق “القناة الـ13” إلى السؤال الذي وجّهه عناصر الاحتياط إلى قائد سلاح الجو، بشأن ما إذا كان يبلّغ القيادة العليا ورئيس الأركان ووزير الأمن ورئيس الحكومة بشأن الأوضاع، فأجاب بار: “نعم، أنا أقوم بهذا يومياً”.
وفي وقت سابق، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية، عن مسؤول أمني إسرائيلي “كبير”، تحذيره من أنّ “الجيش قد يفقد جاهزيته خلال نحو شهر، في حال استمرار الحكومة في التعديلات القضائية”، مضيفاً ”أنّنا سنواجه مشكلات خاصة في سلاح الجو”.
في غضون ذلك، قرّر رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، اعتماد الخط الذي يقوده رئيس الأركان ووزير الأمن، في محاولة لتهدئة الأوضاع وإعادة جنود الاحتياط إلى صفوف “الجيش”، وفقاً للإعلام الإسرائيلي.
وكانت صحيفة “هآرتس” وصفت ما يمرّ الآن فيه سلاح الجوّ، نتيجة إصرار نتنياهو على مواصلة التعديل القضائي، بـ”عملية غير مسبوقة من التأكّل الداخلي”، مضيفةً أنّ الحكومة، المسؤولة المركزية عن ذلك، “تشاهد ما يجري وتتثاءب”.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ كفاءة “جيش” الاحتلال تتبدّد، في ظل توسّع الاحتجاج ضد خطة التعديلات القضائية وسط عناصر الاحتياط.
وقال محلل الشؤون العسكرية في صحيفة “هآرتس”، عاموس هرئِل: “بحسب رئيس الأركان، هرتسي هليفي، إنّ المشكلات في “جيش الاحتياط” هي “ذات مدى أبعد من مشكلة الكفاءة”.
وأكد هرئل أنّ رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، “يعرف الحقيقة، حتى إنّه أُفيد بها في تقرير خاص، وضعه هليفي أمامه قبل التصويت في الكنيست، بينما أخّر رئيس الحكومة، متعمداً، لقاءه وجهاً لوجه مع رئيس الأركان”.
وفي تموز/يوليو الماضي، تحدّث الإعلام الإسرائيلي عن زلزال يضرب سلاح الجو في “جيش” الاحتلال الإسرائيلي، إذ أعلن 1142 جندياً، بينهم 513 طياراً في الخدمة، نيّتهم تعليق تطوعهم في حال إقرار التعديلات القضائية.
وشبّه الإعلام الإسرائيلي ما يحدث بـ”زلزال يشبه زلزال حرب يوم الغفران قبل 50 عاماً”، قائلاً إنّ المغزى في ذلك هو أنّ “سلاح الجو يفتقد الأهلية للحرب، ويواجه أزمة هي الأكبر في تاريخه. ففي وقت قصير، قد يخرج سلاح الجو عن الكفاءة التشغيلية”.
يأتي كل ذلك بينما تعيش “إسرائيل” حالة من “التخبط” في فلسطين المحتلة، إذ ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ عملية إطلاق النار في “تل أبيب”، في الـ5 من الشهر الحالي، “بدّدت إعلان تغيير قواعد المعادلة” بعد العدوان الإسرائيلي على جنين، مشددةً على أنّ “إسرائيل من دون استراتجية منتظمة، وتسير إلى الهاوية”.
ولفتت صحيفة “إسرائيل هيوم” إلى أنّ “الجيش الإسرائيلي يستعد لإمكان تصعيد عند الحدود مع لبنان”، مع الإشارة إلى أنّ التقدير في “إسرائيل”، هذه المرة، هو أنّ “الحرب لن تكون مؤطرة في ساحة واحدة فقط، بل ستكون متعددة الساحات ومشتركة، بحيث إنّه ليس مستبعَداً انضمام غزة أيضاً إلى المعركة”.
وفي مقال لمراسلة الشؤون العسكرية، ليلاخ شوفال، تحدثت فيه عن السيناريو الـ”خطير – معقول” في حال وقوع حرب مقبلة مع حزب الله، أشارت الصحيفة إلى المنحى التراجعي في كفاءة “الجيش” الإسرائيلي، بعد أن تضرّر بصورة بالغة في تماسك وحداته بسبب الاحتجاجات على التعديلات القضائية.
وبحسب الصحيفة، فإنّ المشكلة الأشدّ هي في سلاح الجو، الذي يواجه حالياً صعوبةً في مدرسة الطيران بصورة أساسية، بحيث يعتمدون على احتياطيين قدامى، وعدد غير قليل منهم أعلن وقف الالتحاق بالخدمة الاحتياطية، بينما تُلاحَظ مؤشرات عدم التماسك أيضاً في “جيش” البر، الذي وضعه هو الآخر غير “برّاق” في الأعوام الأخيرة.